محمد عزيز، شاب في السابعة عشر من العمر يمتهن مهنة المهرّج. اسمه الفنّي ''مينو''، يعشق عالم الأطفال، وقد اختار المستشفيات منبراً لأحلامه. شارك في العديد من النشاطات الثقافية والمهرجانات الفنية مع جمعية نجوم الشباب بالعاصمة التي يتراسها منذ 11 سنة. يختار مينو مواضيع طفولية بحتة ، لا ابتذال فيها ولا مبالغة، وفي الوقت نفسه تحمل فائدة ورسالة تثقيفية تنمّي القدرة لدى الطفل على تقبّل الآخر يقول: ''أحرص كثيراً في عملي على رسم الابتسامة في شفاه ، فمن الواضح جداً أن عالم الطفولة اصعب عالم يمكنك التعامل معه''. عاش عزيز طفولة صعبة تخلت عنه والدته وهو في سن الرضاعة كونه طفلا غير شرعي، وقضى طفولته حتى سن المراهقة في احضان اسرة عاصمية تبنته. على عكس ما يرى البعض أن شخصية المهرّج موجهة الى الأطفال فقط، يرى مينو أنها موّجهة إلى الكبار أيضاً، ففي كلّ كبير ثمة طفل صغير يحتاج الى أن يبتسم بأي طريقة، ناهيك عن أن الأطفال في عالمنا العربي لا يتمتّعون بأي من حقوقهم الطبيعية. فكم من طفل يترك مقاعد الدراسة ليعمل، وكم من طفل يتعرّض للعنف الجسدي والمعنوي يومياً، وما إلى هنالك من ظواهر غريبة تنشرها وسائل الإعلام وهي لا تمتّ إلى عالم الطفولة بصلة. ''أحلامي كلها مع الطفل خارج هذه الشريحة لا يمكنني ان اتصور نفسي .'' لمحمد عزيز نشاط آخر فهو يترأس جمعية نجوم الشباب الكائن مقرها بالعاصمة الجمعية التي تهتم بتنظيم وبرمجة الحفلات الخاصة بالطفولة وتشارك في العديد من المهرجانات على راسها مهرجان صيف الجزائر الذي تنظمه بلدية الجزائر الوسطى في صائفة كل عام حيث ستشارك الجمعية هذه المرة بعروض متناسقة بمشاركة وفد الصحراء الغربية وتاتي هذه المشاركة بهدف تحقيق التضامن بين الجزائر والصحراء الغربية. كما تتكفل ذات الجمعية بالاطفال اليتامى والمعوزين حيث تحرص على تنظيم خرجات الى مستشفيات العاصمة لفائدة اطفال المرضى، وتقوم بالاضافة الى ذلك بتنظيم الحفلات التي تخصص عائداتها لصالح أطفال المرضى والمعوزين وذوي الحاجة. محمد عزيز خريج جمعية مصطفى كاتب بعد ثلاث سنوات من الدراسة البيداغوجية في ميدان الطفل. بداياته كانت مع المسرح حيث قدم عدة اعمال مسرحية للطفل لمدة تزيد عن خمس سنوات . ثم التحق بالفريق المهرج ''مومو وفوفو''حيث اكتسب الخبرة، ومن وقتها أصبح يحترف مهنة التهريج لينظم إلى الفريق باسم ''مينو''. يبقى أمل أحمد عزيز أن يلتفت المسؤولون ببلادنا إلى شريحة الاطفال من خلال تقديم الظروف اللازمة للجمعيات التي تنشط لاجل الطفل، مذكرا في هذا الصدد بأهم العراقيل التي واجهته كمسؤول على رأس جمعية نجوم الشباب يتعلق الامر حسبه بشطبه من قائمة العديد من النشاطات الثقافية والمهرجانات الفنية التي يسعى الى تنظيمها من قبل وزارة الثقافة لاسباب تبقى مجهولة . وقال عزيز ان هيئته تحصلت في سنة 2007 في اطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية على ميزانية معتبرة تقدر ب500مليون سنتيم قصد الاسهام في برمجة انشطة خاصة بالطفل، غير أن الوزارة عرقلت كل مشاريعهم الفنية لتطالبهم بمجرد أن أسدل الستار على التظاهرة باسترجاع الميزانية. الامر الذي وصفه محدثنا بالمؤسف للغاية.