دعا جمع من الفنانين والمثقفين من قسنطينة، اول امس، ل''إنصاف الفنان الراحل سي إبراهيم العموشي'' الذي كان، حسبهم، بمثابة ''الجندي المجهول للثقافة الجزائرية''. وتأسف الحضور من بينهم تلاميذ ورفقاء هذا الفنان وذلك خلال وقفة تذكرية نظمت في إطار ''فضاء الثلاثاء'' ل''عدم تسمية أي منشأة ثقافية أوتربوية باسم هذه الشخصية التي أعطت الكثير وناضلت طويلا من أجل الموسيقى والثقافة والرياضة بقسنطينة''. وأجمع موسيقيون وفاعلون على الساحة الثقافية بقسنطينة في فيلم وثائقي من إخراج فريد جوامع حول حياة ومسيرة هذا الفنان تم عرضه بالمناسبة، على أن سي إبراهيم العموشي ''كان مناضلا متحمسا وطويل النفس في العديد من المجالات الثقافية بمدينة الصخر العتيق''. وذكرت شهادات في هذا السياق أن إبراهيم العموشي كان وراء تاسيس عام 1925 جمعية للموسيقى الأندلسية تحت تسمية ''الشباب الفني القسنطيني'' التي تركت بصماتها على الساحة الفنية خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي والتي كان لها الفضل في تلحين نشيد ''شعب الجزائر مسلم'' الذي كان له وقع في نفوس جميع الجزائريين ورفع معنوياتهم النضالية ضد الاحتلال الفرنسي. وتمت الإشارة الى انه إذا كان الجميع يعلم أن الشيخ عبد الحميد بن باديس هو مؤلف هذا النشيد فإن ملحنه إبراهيم العموشي يبقى مجهولا لدى الأغلبية الساحقة. ولم ينحصر نضال إبراهيم العموشي في مجال الموسيقى فحسب بل تعداه إلى مجالات أخرى على غرار الحركة الكشفية، حيث كان له الفضل في تأسيس العديد من أفواجها والرياضة من خلال إسهامه في حركتها. وبعد الاستقلال واصل هذا الفنان نضاله من أجل الثقافة بنفس العزيمة والالتزام الذي تجسد على الخصوص في الفرقة الأندلسية الذي قاد جوقها في الستينيات بكفاءة واقتدار، ما جعلها تنال الجائزة الأولى على المستوى الوطني.