من اليسير عندي الوقوف في أي محفل، وعلى أي منبر أمام من يكون حاضرا، وإلقاء ما يستدعيه الأثر العربي ''لكل مقام مقال''، حين يكون المطروق عاديا وفي السياق المعتاد. أما وأن الموقف المعني في هذه الكلمة خلاف العادي والمعتاد، فإنه من تحصيل حاصل القول إن كل دلالات المعجم اللغوي لا تسعفني للبوح بما في الوجدان مما يعبر عما كان ''حلما''، وما يجلي تعبيرا عن ''التهنئة التحدي''. فالحلم قد صار واقعا وأي واقع في واقع الأمر، و''التحدي'' هو الذي صار العنوان اليومي ليوميات فريق شاب انطبق عليه الأثر العربي أيضا ''من شبه أباه فما ظلم''، وصار لهم هاجس اللحظة، والثانية، والدقيقة في حركاته، وسكناته، وهو ما لا يقبل الخضوع له إلا ممن يتمثل قول المتنبي الشاعر العربي العظيم: ''إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير*** كطعم الموت في أمر عظيم'' ومن دون شك أن الذين نووا وعزموا ذات يوم 19 مارس، يوم عيد نصر الجزائر الإقبال على ''المغامرة'' هم من طينة من فجروا بركان نوفمبر ,1954 وباليقين أن التقاء فريقي ''المغامرة'' شبه الخارقة، وفريق التحدي لا ينتج عنه إلا ما يبهر، وما يؤسس لعمل استثنائي، ويؤصل مسيرة إعلام الجزائري الوطني الحديث الذي واكب ثورة المجد والكبرياء، والعز، ثورة التحرير الخالدة. إنه من غير السابق لأوانه، ولا من قبيل الاجترار، وتكرار القول بأنه يمكن أن تصنع ثراء ولعله فاحشا وبقطع ''ساندويتش'' أما أن تصنع فكرا وتنشر رأيا، وتحرك وجدانا بالكلمة الهادفة الصادقة الأصيلة، فذاك لا يكون إلا بمستحيل المستحيل، وبخاصة في زمن ينسحب عليه الأثر مرة أخرى ''ليت ذات السوار لطمتني'' و''الحوار'' التي هي اسم على مسمى بكل ما في الكلمة من معنى فبعدما كانت ''المستحيل'' صارت هي الصانعة ل''المستحيل''، ومن ثمة حق لي عنونة الكلمة هذه التي أوجهها لأسرتها وقرائها في عيد ميلاده الثالث ولإخواني في ''المغامرة'' وأصدقاء ''التحدي'' بما عنونته بها، راجيا منهم التمثل دائما بقول الشاعر: ''علي طلاب العز من مستقره***ولا ذنب لي إن عارضتني المقادر'' وحتى الذكرى القادمة فلعلي، ولعلنا جميعا نعيش عمليا ''إن غدا لناظره قريب'' سموا وتحليقا وتجذرا وتأصيلا وإشراقا. مع تحياتي وكل التقدير.