ذات يوم من صائفة ,2004 كنت أتابع برنامجا رياضيا في إحدى القنوات الفرنسية، وما ميّز الحصة هو حنق المنشط وضيوفه الذين لم يدخروا ثانية من التوقيت المخصص لهم للنيل من شخص مدرب منتخب هذا البلد لكرة القدم -آنذاك - جاك سانتيني. قد يقول قائل ربما لأن منتخب ''الديكة'' الذي كان يشرف عليه المدرب سانتيني قد أقصي في الدور الثاني من بطولة أمم أوروبا التي احتضنتها البرتغال صائفة تلك السنة وهو الذي كان مرشحا للحفاظ على التاج، وعليه فالأمر عادي. وقد يذهب ثان إلى أن إعلان سانتيني عن الإنسحاب من تدريب المنتخب أياما قبل انطلاق البطولة أثر سلبا على نفسية اللاعبين..لكن لا هذا ولا ذاك..كل ما في الأمر هو أن جاك سانتيني عقب نهاية ''أورو'' البرتغال 2004 انتقل لتدريب نادي توتنهام الإنجليزي وساعة إمضائه للعقد الذي حضرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية آثر التكلم بلسان ''وليام شكسبير'' بدل لغة أمه الفرنسية، وهو ما جلب له سخط إعلاميي بلده. وأرسل الوزير الأول الفرنسي لفترة ما بين 2002 و2005 جان بيير رافاران في الأيام القليلة الماضية الرئيس السنيغالي السابق عبدو ضيوف باعتباره يتزعم منظمة الفرانكفونية، قلت أرسله إلى الصين ليس لمتابعة وقائع الأولمبياد والتمتع برشاقة وأناقة الغيد الحسان كما فعل أحد مسؤولينا للجلد المنفوخ أواخر شهر سبتمبر من السنة الفارطة في عز رمضان خلال المونديال النسوي، بل لمعاينة مدى احترام استعمال المجتمع الرياضي العالمي للغة الفرنسية في المحفل الأولمبي، لاسيما وأن الألعاب هذه هي إحدى بنات أفكار فرنسا. سردنا هذين المثالين الحيّين، لأن القوم عندنا يتحدث هذه الأيام عن ضرورة استعمال اللغة الوسطى كوسيلة فعالة لتوصيل الأفكار والإدراك أيضا، طالما أن العربية حسبهم كلاسيكية جامدة ولم تعد بإمكانها مجاراة مقتضيات هذا الزمان، فمتى يقتدي الذين يسبّحون بحمد فرنسا بكرة وأصيلا إيجابا لا سلبا بكل ما يأتي من هذا البلد استثناء، ثم هناك شيء لم أفهمه لماذا يزايد بعض أبناء بلدان من استعمرتهم فرنسا على أن يكونوا فرنسيين أكثر من الفرنسيين؟! ولا يسعني في الختام سوى سرد ما قاله أحد المفكرين اللبنانيين: ''اللغة الفرنسية ما عادت تنفع هذه الأيام سوى لمعاكسة الفتيات