استهجنت اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع في الأردن اهتمام السلطات المصرية بترميم المعابد اليهودية، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل اعتداءاتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. ونقلت صحيفة ''القدس العربي'' اللندنية عن رسالة وجهتها اللجنة الأردنية إلى الرئيس المصري حسني مبارك تقول فيها ''أن المسجد الأقصى يتعرض لأقصى هجمة تهويدية، تتمثل باستمرار الاقتحامات والحفريات وبناء الكنس، وآخرها كنيس الخراب، فضلاً عن استمرار سياسة الاستيطان التي توشك أن تهود المدينة المقدسة''، ولفتت اللجنة في الرسالة التي تسلمها السفير المصري بعمان إلى انها مع احترام عقائد الآخرين ومقدساتهم شريطة أن يكون التعامل مع الآخر بالطريقة ذاتها. واستدركت اللجنة بالقول ''حين تتعرض مقدسات العرب والمسلمين للاعتداء فان رعاية معابد الآخرين تشكل استفزازاً لشعوبنا، ولاسيما الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني ومنذ أكثر من ستين سنة من اعتداءات الصهاينة، التي طالت الإنسان والمقدسات والإرث الحضاري والأرض والنبات''. وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري زاهي حواس أعلن أنه سيغلق معبد ''موسى بن ميمون'' اليهودي عقب الانتهاء من ترميمه، قائلا ''لن نفتحه للزيارة وإقامة الصلوات اليهودية''، وأوضح حواس أن هذا الإلغاء يأتي في أعقاب ما حدث خلال إفتتاح الطائفة اليهودية بمصر للمعبد من ممارسات تعد استفزازاً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين في مصر وكافة أنحاء العالم من رقص وتناول المشروبات الروحية بالمعبد، في الوقت الذي تتعرض فيه المقدسات الإسلامية في فلسطينالمحتلة لإعتداءات من سلطات الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود في المسجد الأقصى، ومنع المصلين من أداء الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلي ما قامت به إسرائيل من إعلان ضم الحرم الإبراهيمي بالخليل ومسجد بلال بن رباح ببيت لحم لقائمة التراث اليهودي، وجدد حواس العهد بترميم المعابد اليهودية معتبرا أنها جزء من التاريخ المصري قائلا ''لا بد أن أحافظ على الأثر بعيدا عن السياسة''. يشار إلى أن قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الشيخ تيسير رجب التميمي كان قد دعا المواطنين الفلسطينيين في جميع مواقعهم للتوجه إلى المسجد الأقصى في القدس لحمايته، وحث التميمي في نداءه الذي نقلته محطات إذاعة فلسطينية على نحو خاص أهل القدس من الفلسطينيين والعرب في أراضي عام 1948 على أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى للتصدي لمحاولات اقتحامه التي يعد المتطرفون اليهود لتنفيذها، وأكد الشيخ التميمي أن ''تهويد مدينة القدس ومقدساتها لم يعد أمرا جديدا فالتهويد مستمر منذ احتلالها عام 1967 ولم يتبق منها شيء يدل على هويتها سوي قباب وأسوار المسجد الأقصى المبارك ''، وقال التميمي أن ''هذا المسجد يحتضر الآن بفعل الأخطار التي تتهدده من قبل سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية الإرهابية''. وحذر من ان العدوان على المقدسات الإسلامية هو عدوان على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائرهم التعبدية والوصول إلى أماكن عبادتهم وانتهاك حرياتهم الدينية وجريمة بحقهم ترتكبها سلطات الاحتلال، وأكد أن ''هذه الجريمة تتواصل على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظماته الأممية والحقوقية والقانونية وهي محاولة منها للمساس بعقيدتنا ورموز ديننا ومقدساته''، وجدد التميمي الحكم الشرعي ''بثبوت اجر الصلاة كاملا لمن تمنعه سلطات الاحتلال دخول المسجد فحكمه كحكم من أدى الصلاة في المسجد الأقصى المبارك والتي تصل إلى خمسمائة ضعف للصلاة في ما أجر صلاة الجماعة التي تصل إلى سبع وعشرين درجة''، وطالب التميمي المجتمع الدولي بالتحرك السريع والفاعل للجم العدوان الإسرائيلي على المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ووضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات التي تنذر بعواقب وخيمة.