أشار رجال الأعمال البريطانيون المشاركون في الندوة الجهوية حول الاستثمار في المغرب العربي وعروض الشراكة في الجزائر والمغرب وتونس إلى جملة العراقيل التي تعيق توسع الاستثمارات البريطانية في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالمجالات خارج قطاع المحروقات، حيث أكدوا أن الثروات التي يزخر بها هذا البلد وفرص الاستثمار اللامحدودة التي يتوفر عليها لم تمنع من خلق عراقيل تواجه المستثمر الغربي بهذا البلد. واعتبر أوندرو هاندرسون سفير بريطانيا بالجزائر خلال الندوة الجهوية المنظمة من طرف جمعية الشرق الأوسط بالتعاون غرفة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار أن الجزائر تعد وجهة استثمارية ''جد معقدة''، بالنظر إلى المشاكل الأمنية، وعدم تنوع الاقتصاد الجزائري، حيث لا يزال يعتمد على الموارد الطاقوية كمصدر دخل وحيد. وأكد متدخلون بريطانيون أن العديد من العراقيل تواجه المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين في اقتحام السوق الجزائرية، بالرغم من أهمية الثروات التي يزخر بها البلد وفرص الاستثمار اللامحدودة، حيث تمت إثارة مسألة هيمنة اللغة الفرنسية على كافة التعاملات الإدارية والخدماتية بالجزائر، إضافة إلى ضعف الخدمات البنكية وعدم تطورها، يضاف إليها ضعف خدمات الاتصال. وأشار المتدخلون إلى أنه لا يمكن لحد الآن الاعتماد على خدمات الأنترنت بشكل كامل وبالسرعة المطلوبة، حيث يشكل ضعف قاعدة الاتصالات أحد أهم العراقيل للاستثمارات البريطانية بالجزائر، مبررين ذلك بأن أغلب المعاملات الناجحة تتم من خلال الاتصال المباشر، وبالنسبة للخدمات فالاعتماد على الهاتف والفاكس مازال شائعا. وأكد المتدخلون إلى أن الجزائر،على عكس دول المغرب العربي على غرار المملكة المغربية وتونس لا تتوفر على اقتصاد متنوع، حيث يشكل البترول والغاز الطبيعي المورد الأساسي لمداخيل الدولة من العملة الصعبة. وكانت الندوة المنظمة من طرف جمعية الشرق الأوسط بالتعاون مع غرفة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار فرصة تحدث فيها المتدخلون الذين مثلوا الحكومة البريطانية ورجال أعمال ومستثمرون من المملكة المتحدة حول تجربتهم في المغرب العربي وحول فرص الاستثمار المتاحة في منطقة شمال إفريقيا، كما شارك في المؤتمر مسؤولون من بلدان المغرب العربي الثلاث المغرب والجزائر وتونس. وتعتبر جمعية الشرق الأوسط التي يرأسها الأمير أوندرو دوق دي يورك والتي نظمت هذا الملتقى أهم وكالة بريطانية تعمل من أجل النهوض بعلاقات التعاون التجارية والاقتصادية بين المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط.