بعد مرور أكثر من شهر على تحرير مالي للإرهابيين الجزائريين من سجونها على خلفية مطالب تنظيم قاعدة المغرب الإرهابي نظير الإفراج عن الرهينة الفرنسي كامات، كشف الرئيس المالي عن الأسباب التي دفعته فعلا للقيام بهذا الأمر، ملخصا القضية في ''خوفنا من معاملة فرنسا للشعب المالي، بالإضافة إلى عدم ارتكابهم أعمالا إرهابية في بماكو''. أبدى الرئيس المالي أمادو توماني توري في حديثه مع الصحيفة الفرنسية ''لوجورنال دو ديمونش'' عن رغبة بلاده في إقامة تعاون واسع مع جميع بلدان الساحل والصحراء الكبرى وهذا من أجل مواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، إلى جانب محاصرة الأعمال الإجرامية الأخرى على غرار التطرف الديني وتهريب المخدرات الذي تسترزق منه الجماعات الإرهابية في المنطقة. وقال الرئيس المالي في تصريحه ''لقد تعبنا من اختراق العناصر الإرهابية والمهربين لأراضينا''، مشيرا إلى أن تأخر اجتماع رؤساء دول الساحل الذي كان من المفروض أن يتم قبل عامين زاد من استفحال الظاهرة، إذ أن تأخر الاجتماع لم يسمح بالخروج بقرارات تلزم الجماعات الإرهابية بالتوقف عن نشاطاتها في المنطقة''، وأضاف أمادو ''لقد حان الوقت اليوم للتصرف بسرعة كبيرة''. الرئيس المالي وهو يتحدث إلى الصحيفة الفرنسية برر فعلة مالي بالإفراج عن 4 سجناء كانوا معتقلين في السجون المالية نظير الإفراج عن الرهينة السابق الفرنسي بيار كامات منهم جزائريان كانت الجزائر قد طلبتهما من باماكو قائلا ''إذا تركت الفرنسي كامات يقتل بين أيدي تنظيم القاعدة، ماذا سيظن الفرنسيون بنا، خاصة عندما يتوجه أي مالي إلى فرنسا فإنه سيخضع إلى إجراءات تفتيش كبيرة''، إضافة إلى هذا الأمر يقول أمادو توري إن ''الأربعة معتقلين بتهمة الإرهاب لم يرتكبوا أعمالا إرهابية على الأراضي المالية تسمح ببقائهم''. وحول العلاقات المالية الفرنسية قال الرجل الأول في باماكو إنه سعيد بقبول دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 14 جويلية القادم من أجل حضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي، مشيرا في هذا السياق إلى جودة العلاقات الفرنسية المالية خاصة وأنها الشريك الأول لنا يقول أمادو توماني توري.