أكدت مصادر مطلعة أن تقاربا كبيرا بات يجمع حزب جبهة التحرير الوطني والجبهة الوطنية الجزائرية، وأن اتفاقا ثنائيا بين الطرفين سيعلن عنه قريبا تمهيدا لشراكة سياسية ستجمعها خلال المرحلة المقبلة، مضيفة أن أولى معالم هذا الاتفاق ستترجم خلال عملية تجديد الهياكل في المجلس الشعبي الوطني التي ستجرى خلال الشهر القادم حيث تبذل الأفانا مساعي حثيثة لانتزاع منصب نيابة الرئيس من حزب العمال وتعول على دعم الأفالان في ذلك. أوضحت ذات المصادر أن أولى معالم التنسيق بين جبهة التحرير الوطني والأفانا كانت العام الماضي خلال عملية تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني ، حيث وقف الأفالان إلى جانب حزب موسى تواتي في مطلبه القاضي بالحصول على منصب نيابة رئيس المجلس، وأن تحالف التجمع الوطني الديمقراطي مع حزب العمال قبيل الانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة في 29 ديسمبر الماضي قد ساهم بقسط وافر في التفكير في بلورة هذا التقارب إلى شراكة أو تحالف ثنائي على أساس أن الحزبين يلتقيان في العديد من النقاط مثلما تقول هذه المصادر والأهم من ذلك أن مصلحتهما خلال المواعيد السياسية المقبلة تقتضي إقامة هذا التحالف . وترى نفس الصادر أن تقارب بلخادم وموسى تواتي سيؤثر بشكل كبير على انتخابات تجديد الهياكل في نقطة واحدة وهي إمكانية إعادة النظر في توزيع مناصب نواب الرئيس على التشكيلات السياسية الممثلة داخل المجلس، خصوصا مع الحملة القوية التي تشنها الجبهة الوطنية الجزائرية لخطف مقعد في مناصب نيابة الرئيس التسعة من حزب العمال ، وهنا تم التأكيد على أن الأفالان قد منح الضوء الأخضر لموسى تواتي لدعمه في هذا المطلب الذي يبرره بالفارق الكبير في عدد النواب بين حزبه وحزب العمال بعد النزيف الذي أصاب المجموعة البرلمانية لهذا الأخير. وفي نفس السياق علمت ''الحوار'' من مصادرها الخاصة أن لجنة ثنائية بين الحزبين تعكف حاليا على تحضير مسودة الاتفاق الذي سيعلن عنه لاحقا ، ويتم تحديد طبيعة هذه الشراكة أو الاتفاق ووبنوده وكشفها للرأي العام.