خرجت الندوة التي أقامها المجلس الشعبي الوطني عبر لجنته للشؤون الخارجية مع سفراء كل من دول المكسيك، فنزويلا والأرجنتين، خرجت باتفاق على ضرورة تبادل الوفود البرلمانية بين الجزائر وهذه البلدان التي تتشارك كلها في الكثير من القواسم المشتركة سياسيا واقتصاديا، وفي هذا الصدد تم الاتفاق على ضرورة إقامة منتديات ''فوروم'' موسع يجمع أرباب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محرك أي دفعة اقتصادية للتعاون جنوب - جنوب. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة السفلى للبرلمان قد نظمت أمس الأربعاء نقاشا على شكل مائدة مستديرة بين أعضاء اللجنة برئاسة رئيسها عبد الحميد سي عفيف، وبيّن كل من سعادة سفير الولاياتالمتحدةالمكسيكية إدواردو رولدان، وميشال هيكتور موخيكا سفير جمهورية فنزويلا بالجزائر، بالإضافة إلى بيبيانا جونز سفيرة الأرجنتين بالجزائر، حيث نقل كل طرف وجهات نظره إلى الطرف الآخر، والتي تمحورت في جلها حول التبادل التجاري والاقتصادي بين الأطراف بالإضافة الى المشاكل التي تعترض تطور كافة البلدان والتحديات المفروضة كالهجرة غير الشرعية. من جانبه ركز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني عبد الحميد سي عفيف على ضرورة بناء أدوات جديدة لنسج تعاون أوسع بين الجزائر وكافة دول أمريكا اللاتينية، مشيرا أن خطوات كبيرة قطعت في هذا الإطار، كما ذكر أن البوابة الأولى لفتح العلاقات الجزائرية-المكسيكية كانت عبر التعاون في المجال التشريعي الذي أوفدت خلاله المكسيك أول لجنة برلمانية في العام ,1964 وهو ما مهد لإنشاء علاقات بينية بين الطرفين اللذان يتقاسمان نفس التاريخ المشترك. وفي هذا الصدد ذكّر سفير المكسيك ادواردو روالدان بالأهداف التي تتقاسمها مكسيكو مع الجزائر ومن بينها إصلاح الأممالمتحدة وإصلاح النظام المالي الدولي، بالإضافة إلى الحد من انتشار الغازات والتغيرات المناخية، مذكرا بالقمة التي ستحتضنها مدينة كانكون المكسيكية لرؤساء الدول والحكومات من 29 إلى 9 نوفمبر .2010 من جهته أكد السفير الفنزويلي على متانة العلاقات الجزائرية-الفنزويلية لاسيما في ظل التفاهم العميق بين قيادات البلدين، وقال الرجل ان احتمالات تعزيز التعاون قائمة في الآونة الأخيرة، مفيدا باستثمارات المؤسسة الجزائرية للبترول سونطراك في فنزويلا، بالإضافة إلى تكوين الكوادر الفنزويلية في مجال المحروقات في الجزائر. واعتبر المتحدث أن ما يجمع كركاس بالجزائر اليوم لا يعد ولا يحصى، لكن يجب استثماره حقيقة، لان البلدان الكبيران، ولم ينفي الرجل في معرض حديثه إمكانية قيام أوبيب للغاز على شكل أوبيب البترول الحالي، موضحا أنه من الواجب أن تحافظ الدول على سيادتها وتتبادل المنافع مع الدول الصديقة لها والتي تود فرض أدنى مستويات الاستقرار العالمي الذي يخص الأسعار، والبحث عن صيغ لعدم انهيارها. من جانب آخر حيا نواب المجلس الشعبي الوطني أمس وبحرارة إصرار السفير الفنزويلي على تقديم كل الدعم لآخر مستعمرة افريقية، مشددا على دعم كركاس للشعب الصحراوي من اجل تقرير مصيره نفسه بنفسه، وأكد الرجل أنه من غير الممكن أن يظل شعب مقسم في هذه الظروف التي يعيشها بين اللجوء والتعرض للمهانة والتعذيب في الأراضي المحتلة. من جانبها رافعت سفيرة الأرجنتين على المكاسب التي حققتها بلادها، ودعت إلى تعاون أكثر مع الجزائر، مشيرة إلى الزيارة التاريخية التي قادت الرئيسة الارجنتينية الى الجزائر، وتباحثها مع المسؤولين الجزائريين، ورغم اعترافها بأهمية السوق الجزائرية التي أكدت بأن بلدها يولي اهتمام كبير للرفع من هذا التبادل في مجالات عدة لكنها شددت على ضرورة البحث في موازنة التبادل التجاري بين البلدين خصوصا من خلال فتح خطوط بحرية جديدة، لكنها قالت انه من الضروري أن تعود هذه السفن بسلع جزائرية نحو الأرجنتين بعد تفريغ حمولتها هنا، وهو الأمر التي أكدت انه ما يزال يعيق تنشيط التعاون بالصورة المرجوة.