خطاب التعاون جنوب جنوب يعود بقوة سفراء الأرجنتين، المكسيك وفنزويلا يدعون لتعزيز التعاون عبّر سفراء فنزويلا، المكسيك والأرجنتين في الجزائر عن استعداد بلدانهم تعزيز التعاون مع الجزائر في الميادين السياسية والاقتصادية والعلمية، ودعوا إلى المزيد من التعاون بين دول الجنوب لمواجهة التحديات العالمية الراهنة خاصة في الميدان الاقتصادي و رافعوا من اجل نظام عالمي اقتصادي ومالي عادل ومن اجل إصلاح منظمة الأممالمتحدة. عاد خطاب التعاون جنوب جنوب أمس بقوة إلى المجلس الشعبي الوطني بمناسبة تنظيم لجنة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ندوة حول التعاون جنوب-جنوب في ظل الظروف الدولية الراهنة، وبالمناسبة رافع سفراء الأرجنتين، المكسيك وفنزويلا بشدة من اجل تعزيز التعاون بين دول الجنوب وتمتينه أكثر إذا أرادت هذه الأخيرة مواجهة تحديات العولمة خاصة في شقها الاقتصادي الذي لا يرحم أحدا. قبل ذلك استعرض سفراء الدول سالفة الذكر مسار العلاقات التاريخية التي تربط بلدانهم بالجزائر والتي تعود إلى عشرات السنيين، كما شرحوا واقع التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية مع الجزائر، والتي وان لم تصل بعد إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية إلا أنها آخذة في التطور من عام لآخر، فعلى سبيل المثال كان حجم المبادلات التجارية بين المكسيكوالجزائر سنة 2005 لا يتعدى137 مليون دولار أمريكي ليقفز سنة 2008 إلى 800 مليون دولار. وأكد السفراء في مداخلاتهم أن الإطار المؤسساتي للتعاون بين بلدانهم والجزائر موجود ولم يبق سوى تفعيل التعاون الاقتصادي خاصة، وتعزيزه في المستقبل لمصلحة الجميع، كما رحبوا بفكرة إنشاء منتدى لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين جميع هذه البلدان باعتبارها قاطرة التنمية الاقتصادية، وإحدى أنجع الوسائل للقضاء على البطالة وخلق مناصب الشغل. ما دعوا كذلك إلى تعزيز التعاون في المجالات العلمية، والتكنولوجية والبيئة وغيرها وتبادل الخبرة والاستفادة من تجارب كل دولة في هذا الشأن، ولم يفوت ممثلو الدول المذكورة عرض تجارب بلدانهم في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والفلاحة والطب وتنمية الصادرات خارج قطاع المحروقات . وأكدت سفيرة الأرجنتين بالمناسبة دعم بلادها حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره رغم أنها لم تعترف بعد بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلا أنها أكدت أن الأرجنتين وجبهة البوليساريو ينسقان ويتعاونان على مستوى مجلس الأمن الدولي داعية في هذا الإطار إلى احترام القانون الدولي والشرعية الدولية. بالطبع لم يغب المونديال الحدث العالمي هذه الأيام عن موضوع اللقاء حيث أثنى السفراء الحاضرون على الأداء الذي ظهر به رفقاء عنتر يحيى في مونديال جنوب إفريقيا، مؤكدين أن الجزائر تملك فريقا قويا قادر على تحقيق نتائج ايجابية في هذا المونديال. ن جهته قال عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والجالية بالمجلس الشعبي الوطني أن هذه الندوة ستتبع بندوة أخرى تضم سفراء البرازيل، الشيلي وكوبا في نفس الاتجاه، وهو تقريب وجهات النظر بين هذه البلدان والمرافعة من اجل نظام عالمي اقتصادي ومالي عادل يضمن حقوق الدول النامية، والعمل على عرض فرص تعزيز التعاون الاقتصادي أكثر بين دول الجنوب.