استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس السيدة باتريسيا اسبينوزا كانتيلانو وزيرة خارجية المكسيك، قبل إنهائها لزيارتها الرسمية الأولى إلى الجزائر، والتي تميزت بتأكيد البلدين عن إرادتهما المشتركة لتعميق العلاقات الثنائية وإعطائها دفعا قويا من خلال توسيع مجالات التعاون الإقتصادي والثقافي. وأكدت كاتبة الدولة المكسيكية للعلاقات الخارجية بأن المحادثات التي أجرتها مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كانت "جد مثمرة". وأوضحت السيدة كانتيلانو للصحافة عقب هذا اللقاء "أؤكد لكم أن اللقاء الذي خصني به الرئيس (بوتفليقة) كان جد مثمر تطرقنا خلاله إلى عديد المسائل ذات الاهتمام المشترك". وأشارت في هذا الصدد إلى وجود "كثير من نقاط الاتفاق" و"المواقف المتطابقة" بين البلدين بخصوص المسائل الدولية "الهامة" مضيفة أن الجانبين قد لاحظا كذلك وجود "عديد" المسائل ذات الاهتمام المشترك على المستوى الثنائي. في هذا الصدد أعربت كاتبة الدولة المكسيكية عن التزامها بتسريع عملية إعداد وتوقيع اتفاقيات ثنائية يجري التفاوض بشأنها موضحة أن الأمر يتعلق أساسا باتفاق للمساعدة القضائية وتسليم المجرمين"الذي سيسمح لنا بإعطاء إطار قانوني لعلاقاتنا وتعزيزها أكثر سيما على المستوى الاقتصادي". وأوضحت في هذا الخصوص أنها تناولت مع الرئيس بوتفليقة العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين فضلا عن وضعية اقتصاديهما. وأضافت قائلة "لقد لاحظنا بأن المكسيك قد تمكن من تنويع اقتصاده على مدى السنوات ال15 الماضية وأن بإمكانه أن يسهم بعض الشيئ في إطار التعاون الثنائي سيما عبر تشجيع الاستثمارات ونقل المهارات والمعرفة". وتابعت السيدة كانتيلانو "أعتقد أنه بإمكاننا أن نحقق الكثير في مجال التعاون الاقتصادي". وأعربت كاتبة الدولة المكسيكية للعلاقات الخارجية في الأخير عن "شكرها وعرفانها الكبيرين" للرئيس بوتفليقة الذي "منحها فرصة" لقائه "وأنها بادرة جميلة كان لها كبير الأثر علينا نظرا لخصوصية ظروفه الشخصية". وقد سمحت زيارة السيدة كانتيلانو التي تتزامن مع الذكرى ال45 لإحياء العلاقات الثنائية بين الجزائروالمكسيك، بتقييم البلدين لمستوى الإمكانيات الكبيرة المتاحة من أجل تعميق تعاونهما وتوسيعه إلى مجالات متعددة، كالفلاحة والري والصحة والعدل وصناعة والمواد الصيدلانية ومواد البناء، حيث أكد كل من السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية ونظيرته المكسيكية عقب محادثاتها التي سبقت جلسة عمل عقدها وفدا البلدين بإقامة الميثاق بالعاصمة، وجود العديد من الفرص السانحة لإنعاش الاستثمار والشراكة بين مؤسسات البلدين في فروع القطاعات المذكورة، معربين عن التزامهما لتقديم كل المساعدة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريينوالمكسيكيين لتشجيعهم على استغلال هذه الفرص، ولاسيما من خلال التوقيع قبل نهاية السنة الجارية على اتفاقيات جديدة، من بين ما تشمل اتفاقية تجارية واتفاقية قانونية تهدف إلى تحيين الإطار القانوني الذي ينظم التعاون والشراكة بين البلدين، ومن ثمة رفع قيمة المبادلات التجارية التي بلغت 800 مليون دولار العام الماضي، وهي القيمة التي وصفها السيد مدلسي بغير الكافية بالنظر لإمكانيات البلدين وإرادتهما القوية على تعزيز وتوسيع مجالات التعاون. كما سجل المسؤولان بالمناسبة تطابقا كبيرا في مواقف البلدين إزاء عدد من القضايا الراهنة، مثل الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية والتغيرات المناخية وقضية الشرق الأوسط ونزع السلاح والاستفادة دون شروط من الطاقة النووية للأغراض المدنية. من جانب آخر سمحت الزيارة لضيفة الجزائر التي استقبلت أمس من قبل الوزير الأول السيد أحمد أويحي بالتعرض للتعاون البرلماني بين الجزائروالمكسيك، وذلك خلال لقائها برئيسي غرفتي البرلمان، حيث استعرضت مع رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح العلاقات الثنائية وسبل تطويرها إلى مستويات أفضل خاصة في الميدان الاقتصادي. كما ارتكزت محادثات الطرفين حسبما أشار إليه بيان مجلس الأمة على دور البرلمانيين في دفع التعاون بين المكسيكوالجزائر وترقية العلاقات الثنائية التي عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. ومن جهته تناول رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري خلال استقباله للسيدة كانتيلانو سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجال البرلماني من خلال تبادل الوفود المرفوقة برجال الأعمال من البلدين، للتعرف أكثر على الإمكانيات الاقتصادية وفرص الاستثمار في الجزائروالمكسيك. وأبرز الطرفان بالمناسبة حاجة البلدين لعلاقات تبادل تجاري مباشرة خاصة في قطاعات الصناعة الصيدلانية والصناعات الغذائية. على صعيد آخر تميزت زيارة وزيرة خارجية المكسيك إلى الجزائر بإشرافها رفقة المديرة العامة لدائرة أمريكا بوزارة الشؤون الخارجية السيدة سلمان فتيحة على إطلاق اسم المكسيك على متوسطة تابعة لقطاع التربية الوطنية بالمقاطعة الإدارية لدرارية بالجزائر، وذلك بمناسبة الذكرى ال45 لإقامة العلاقات بين البلدين، وهي المبادرة التي تأتي ردا على المبادرة المماثلة للسلطات المكسيسيكة التي أطلقت من جهتها اسم الجزائر على إحدى المدارس الابتدائية وأقامت نصبا تذكاريا يخلد شخص الأمير عبد القادر بساحة عمومية بميكسيكو. كما قدمت الوزيرة المكسيكية قبل مغادرتها الجزائر دعوة مجددة من الرئيس المكسيكي السيد فليبي كالديرون للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لزيارة المكسيك.