أكد سفراء جمهوريات المكسيك، الأرجنتين وفنزويلا تقارب رؤى بلدانهم مع مواقف الجزائر المتعلقة بالحوار جنوب جنوب، ومبادئ سياستها الخارجية لاسيما منها دعم تقرير مصير الشعوب واستقلالها وإصلاح الأممالمتحدة ودمقرطة الهيئات الدولية وكذا تنويع مصادر الاقتصاد وتعزيز التعاون بين دول الجنوب وايجاد علاقات متكافئة مع دول الشمال. وأجمع سفراء هذه الدول بالجزائر أمس، في مائدة مستديرة نظمتها لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني برئاسة السيد عبد الحميد سي عفيف، أن الجزائر دولة لها خصوصيتها في هذا المجال إذ يندرج دفاعها على هذه القضايا ضمن مبادئ سياستها الخارجية، وهو ما تتقاسمه جمهورية الأرجنتين، مثلما أكدته سفيرتها بالجزائر السيدة ليسيليا بيبينا ثونس، عندما قالت في مداخلتها أن نفس مبادئ السياسة الخارجية تشترك فيها بلادها مع الجزائر على المستوى الدولي لاسيما قيم التشاور والتعاون ودعم الديمقراطية داخل الهيئات الدولية، إضافة إلى قيم مكافحة الفقر والأمراض والمخدرات والإرهاب وأشارت السفيرة إلى أن بلادها تتقاسم النظرة مع الجزائر بخصوص اصلاح نظام الأممالمتحدة والدعوة إلى نظام دولي متعدد الأقطاب، حتى وإن كانت الأرجنتين تضيف تعارض رفع عدد أعضاء مجلس الأمن أصحاب الفيتو. وعن عدم اعتراف الأرجنتين بالجمهورية العربية الصحراوية عكس جمهورية المكسيك وفنزويلا، أجابت سفيرة الأرجنتين، أن بلادها تحترم تقرير مصير الشعب الصحراوي وتدعمه مثلما فعلت داخل اللجنة الرابعة للأمم المتحدة الخاصة بحل هذا النزاع، حتى وإن لم تعترف بعد بالجمهورية الصحراوية، مؤكدة قبل حدوث ذلك بموقف بلادها بايجاد حل يرضي جميع الأطراف المعنية بالنزاع في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن. واعترفت سفيرة الأرجنتين بقوة الفريق الوطني لكرة القدم وبمشاركته في المونديال، قائلة إنكم تملكون فريقا جيّدا، مضيفة في ردها على سؤال حول نتيجة فريق بلادها والفريق الجزائري في حال ما إذا التقيا في الدور الثاني، الأفضل يفوز وبكل روح رياضية تخدم قيم السلم والأمن والديمقراطية في العالم''. ومن جانبه، أكد سفير المكسيك السيد ادواردو رولدان، تطابق وجهات نظر بلاده مع مواقف الجزائر حيال قضايا دعم استقلال الشعوب وتقرير مصيرها وتعزيز التعاون جنوب جنوب، وقال إن العلاقات بين البلدين عريقة، حيث دعمت المكسيك الثورة الجزائرية ودعت داخل الأممالمتحدة إلى الاستقلال قبل أن ترسم العلاقات الدبلوماسية بينهما سنة 1974 وتتعزز أكثر مع مجيء السيد بوتفليقة إلى سدة الحكم حيث تمكن البلدان يضيف السفير ، من وضع كل الأطر اللازمة لدعم التعاون الثنائي، وصارت هناك امكانيات ضخمة لدعم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين لاسيما في مجالات الصحة، الطاقة، المياه إضافة إلى التشاور والتعاون بخصوص مسائل ذات الاهتمام المشترك مثل الهجرة، محاربة الإرهاب وإصلاح العدالة. وكشف السفير عن عبور1 مليون مكسيكي عبر الحدود مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يوميا، وهو البلد الجار الذي يتواجد فيه 35 مليون مكسيكي. أما سفير فنيزويلا بالجزائر السيد ميجيكا هيكثور ميشال، فأكد تقارب وجهات نظر بلاده مع المواقف الجزائرية بخصوص مسائل السيادة على الثورات الوطنية وفي مقدمة ذلك الشركات النفطية والتواجد إلى جانب الجزائر ضمن الدول المؤسسة للمنتدى الدولي للغاز، إلى جانب التكتل ضمن مجموعة الجنوب من أجل الدفاع عن مصالحها في مواجهة الشمال والدول الصناعية وذلك في إطار عالم متعدد الأقطاب وضمن النضال من أجل دمقرطة الهيئات الدولية والتعاون من أجل اشاعة قيم السلام والأمن في العالم، وقال في رده على أسئلة لنواب جزائريين إن مجالات التعاون بين الجزائر وبلاده كثيرة لا سيما منها في قطاع المحروقات وتنسيق المواقف السياسية بشأن القضايا الدولية وتعزيزها إلى المستوى الاقتصادي ثنائيا ودوليا.