في الوقت الذي ما تزال سلطات قصر الإليزيه بقيادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تجوب مشرق ومغرب الوطن العربي، للسعي من أجل إنجاح المشروع المرفوض من طرف القمة الليبية الأخيرة التي جمعت رؤساء دول عربية مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط ومن بينها الجزائر، التي أعلنت صراحة تحفظها على المشروع الفرنسي، انصبت أمس مداخلات عينة كبيرة من الرأي العام العربي على رفض المشروع جملة وتفصيلا. معتبرين إياه مسار للتطبيع المباشر مع الدولة العبرية دون أي مقابل، يعود بالفائدة على قضية كل العرب والمسلمين. واعتبر أمس، عشرات المواطنين والمفكرين من أرجاء العالم العربي، والذين أدلوا بدلوهم في حصة مباشرة على قناة فضائية قطرية حول رهانات وتحديات مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، هو بمثابة الاستعمار الجديد للدول العربية، والتي أوضح متدخل حولها أنها تم اللجوء لحصارها منذ نيلها لاستقلالها في مثل حالة الجزائر، مشيرا إلى أن فرنسا لم تقتنع إلى حد اليوم بخروجها لا من الجزائر، ولا من سورية أو لبنان أو غيرها من الدول. كما أعاب آخر على الحكومة المصرية، التوقيع على ما أسماه المتحدث بصك على بياض، رفقة الملك المغربي محمد السادس، والذي اغتنم مستشاره اليهودي اندري ازولاي أمس، الفرصة لتطبيق المشروع، مذكرا '' أن المصلحة المغربية، تقع في ضم إسرائيل لهذا الفضاء، واعتبر أن المملكة المغربية تربطها علاقات مع تل أبيب تعد أحسن من العلاقات مع الكثير من الدول العربية؟ '' . وإلى ذلك، جاءت مداخلات أخرى، تصب في الحديث حول تفعيل عمل الجامعة العربية، والتي تبقى حسب البعض بيت العرب، الذي لابد من إصلاحه برغم الثغرات الموجود في طرق عملها، تنظيماتها وآليات تسييرها.