أطلقت حملة الكترونية لمجابهة التنظيمات الإرهابية في حملة مضادة للأفكار المتطرفة التي يستغلها أعضاء التنظيم في الترويج لأفكارهم الإرهابية، حيث تولت السعودية على شبكة الإنترنت إطلاق حملة تحت اسم ''التجنيد الحميد'' لمناهضة ومحاربة أفكار تنظيم القاعدة في العالم. وتسعى هذه المبادرة التي أطلقتها ''حملة السكينة'' لزرع عناصر لمواجهة ما سمتها الأفكار المتشددة بين العائلات والمواقع الإلكترونية والجامعات والمدارس داخل وخارج السعودية، امتدادا لكل الدول العربية التي تعاني من ظواهر التطرف وهذا بأسلوب يماثل ذلك الذي تستعمله القاعدة في ''تجنيد العملاء والعناصر''. وقال المدير العام لحملة السكينة بالسعودية الشيخ عبد المنعم المشوح إن الحملة قامت بسلسلة من الإجراءات التي وصفها ب''الاستباقية'' في محاولة جادة لمنع أي اختراق من قبل القاعدة. وأوضح المشوح في تصريحات إعلامية أن ''من يدير مسار الحملة ليسوا المتطوعين المشاركين فيها، بل إدارة السكينة ذاتها عبر دليل إرشادي يعطى للمتطوعين، حسب مسار أي متطوع من حيث وجوده في الجامعة أو سلك التعليم العام أو التجمعات النسائية وغيرها. ويطلب من المتطوع في إطار إجراءات للتحصين الأمني ''تسجيل بياناته الأساسية وأرقام الهواتف النقالة والأرضية ومقر عمله، ليتم التأكد بعدها من أصول بياناته من عدد من المؤسسات غير الأمنية من الجهات التي تتعاون مع الحملة في البلدان العربية والإسلامية''. وفي هذا الإطار شدد المشوح على أن الحملة غير معنية إطلاقا بالرصد الأمني الاستخباراتي، بقدر ما تقوم حسب قوله- بالدور التوعوي الإرشادي. وكشف أن عدد المشاركين في الحملة خلال الأسبوع الأول بلغ 120 متطوعا من الجنسين من مختلف الدول العربية، متوقعا زيادة كبيرة في عدد المشاركين في الحملة. وقال إن الحملة تستهدف أيضا ''المستفيدين من برنامج المناصحة ومتابعتهم في مرحلة ما بعد الخروج''. وتهدف الحملة حسب موقعها الرسمي- إلى تدريب مجموعة من المحاورين على ''كشف الشبهات ونشر المفاهيم الصحيحة حول الإسلام''. لكن مدير الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في جدة الدكتور أنور بن ماجد عشقي قال إن ''هناك عدة محاذير من استخدام حملة السكينة أسلوب تجنيد العملاء الإيجابيين، أهمها الاستسلام لأسلوب القاعدة في تجنيد العناصر لخدمة أجندته، حيث ينبغي أن نبتكر أساليب أخرى''، في إشارة منه إلى سهولة اختراقه من قبل القاعدة. ومن المنتظر أن يكون لهذه الحملة دورا فعالا في محاربة التطرف وأفكار القاعدة التي أصبحت تستغل شبكة الانترنيت للترويج لها، وفي بث أفكارها محاولة بذلك تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب في الوطن العربي خاصة في دول المغرب العربي على رأسها الجزائر التي أصبحت تخضع مقاهي الأنترنيت فيها إلى المراقبة الأمنية من أجل صد كل محاولات إرهابية محتملة. وفي هذا الصدد فإن الجزائر شددت المراقبة الأمنية على المواقع الالكترونية التابعة للجماعات الإرهابية، ولم تتوان في تخربها ، خاصة وأن العناصر الإرهابية تستغلها في الترويج لعملياتها الإجرامية معلنة بذلك حربا بلا هوادة على الإرهاب من جميع النواحي، خاصة وأن الأنترنبت تسمح بأن تصبح آفة الإرهاب عالمية . وقد سمح هذا الشكل الجديد من الحرب بين الإرهابيين والأجهزة الأمنية و أجهزة الاستخبارات بتدمير العشرات من المواقع التي كانت تستخدم من قبل الإرهابيين.