تم أمس مناقشة وتوقيع رواية ''قيامة بغداد'' للأديبة والإعلامية العراقية عالية بمقر نقابة الصحفيين المصريين. ناقش الرواية الناقد الأدبي د. مدحت الجيار رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الزقازيق، الأديبة والناقدة د. سمية رمضان أستاذة الأدب بالمعهد العالي للنقد الفني، وأدار اللقاء: الكاتبة الصحفية آمال عويضة، مع أغاني من التراث العراقي للفنان عايد المنشد، ومقرر لجنة الشؤون العربية: الصحفي جمال فهمي، وبحضور عدد كبير من الكتاب والمثقفين والإعلاميين. ''قيامة بغداد'' رواية تسجيلية توثيقية عبر سيرة ذاتية تجسد فيها الروائية دور الشاهد الحي في بؤرة تكشف كامل المشهد الحقيقي لما جرى في العراق، وما خبأته الأسرار عن الآخر. حيث تروى الأحداث بأسلوب سهل متناغم مع تصوير الواقع الذي أزاح الخيال جانبًا، عبر تقديم الفصول منذ سقوط النظام العراقي، ودخول قوات الاحتلال الأميركي للعراق، وما تبعها من سنوات اكتظت بأحداث لم تلاحقها عدسة الباحث عن الخبايا المتناثرة هنا أو هناك. أبطال الرواية هم العراقيون الذين ساهموا في أداء المشهد العام والخاص، ومعهم أشباح الظلام الذين ألقوا بظلالهم الكامدة على ضوء الحياة وانبثاقها المتجدد، ولم يتدخل الأبطال في صناعة أو إعادة تشكيل الواقع أو تزويق أو تهشيم الذاكرة، بل قالوا كلمتهم بصدق، فأكملوا الصورة الناقصة. اقتصت الرواية من النسيج الكاذب المخادع، وألغت حواجز اللغة العصية أمام المتواتر الحي، ورسمت لوحة الألوان الأساسية دون خلط لثنائيات المسكوت عنه، ولم تقع في الانحياز إلا لصالح الوطن، حيث الأسى الغارق في لوعته الإنسانية والاجتماعية والحسية والنفسية، وشروخ الذات التي تركت آثارها العميقة كأخاديد دجلة والفرات التي أصبحت قبورا للأبناء والأجساد البريئة والتراث والفن والفكر والأدب والعلوم والفنون العراقية. ''قيامة بغداد'' رواية البعد الرابع؛ بعد زمن الماضي والحاضر والمستقبل، البعد الإبداعي الذي فتح المشهد بعنف ليوقع فعل الصدمة أمام الأحداث المتوالية؛ في زمن الإقصاء المبرمج لصالح التشتت والانقسام والاستحواذ والاستلاب.