كشف تقرير أمني أن الهجمات الإٍرهابية التي تتعرض لها بريطانيا سنويا أبطالها 2000 شخص من دول وسط آسيا وشمال إفريقيا تحت قيادة القاعدة في العالم. ذكر مركز (الاندماج الاجتماعي البريطاني) في تقرير صادر عنه أمس أن أكثر من ثلثي الهجمات الإرهابية الانتحارية التي تعرضت لها بريطانيا خلال الأعوام العشرة الأخيرة ارتكبها رعايا بريطانيون يعيشون في لندن، ثمان وأربعين في المائة من المجرمين يعيشون في العاصمة. وقال إن حوالي 69 في المائة من الهجمات التي ارتكبت منذ العام 1999 إلى العام 2009 ارتكبها رعايا بريطانيون في حين أن حوالي نصف ال 46 في المائة من الهجمات ارتكبها أشخاص من أصول من جنوب وسط آسيا و16 في المائة من أصول شرق افريقية و13 في المائة من شمال إفريقيا. وأوضح أن غالبية مرتكبي الهجمات الإرهابية كانوا يقيمون في لندن في حين أن 13 في المائة هم من غرب ميدلاندز و9 في المائة من يوركشاير وهامبر في شمال انكلترا. وأشار إلى أن سبع هجمات كبرى من أصل الهجمات الثماني الكبرى التي تعرضت لها بريطانيا ارتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن الثلاثين عاما وتلقوا تدريبات في معسكرات للإرهاب يتمركز غالبيتها في باكستان. وأوضح أن ما يقرب من ثلث الأفراد وراء ما أسماهم ''بجرائم الإرهاب، 32 ٪''، وكان وجود صلة مباشرة إلى واحد أو أكثر من منظمات مثل القاعدة. ويخلص التقرير إلى أن تنظيم القاعدة والإرهابيين يستلهمون الآن نهج تنظيم القاعدة ولا يزال التهديد الأكبر للأمن الوطني في المملكة المتحدة''. وتضيف نفس الوثيقة ''إن جهاز الأمن في المملكة المتحدة يحصي ما يزيد على 2000 شخص في بريطانيا تشكل التهديد الإرهابي، وهو الرقم الذي عرف تصاعدا كبيرا حيث كان سنة ,2005 ويقدر أن هناك ما يصل إلى 200 نشطاء القاعدة الذين تدربوا في المملكة المتحدة من مختلف دول العالم خاصة من دول آسيا وشمال إفريقيا. وأضاف التقرير أن ''التهديد في بريطانيا لا يؤثر فقط على المملكة المتحدة وإنما هناك عدد من المسلمين البريطانيين أدينوا في المحاكم الأجنبية أو خاضوا تدريبات إرهابية على يد جماعات متطرفة في الخارج''. في هذه الأثناء ذكرت صحيفة الديلى تليجراف أن شبابا بريطانيين مسلمين يجرى إعدادهم على يد أنور العولقى عضو القاعدة، لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد. ولقد أعربت الأجهزة الأمنية البريطانية حسب نفس المصدر عن مخاوفها من إعداد جيل جديد من البريطانيين المتطرفين الذين يتم تجنيدهم من قبل العولقى، الذي أعد من قبل الطالب النيجيري صاحب محاولة تفجير طائرة ديترويت. ويخشى المسؤولون عن الأمن في المملكة المتحدة من قيام أتباع العولقى بشن موجة من الهجمات الإرهابية المخططة على غرار المذبحة التي وقعت في مومباى. فيمكن تنفيذ مثل هذه الهجمات على نطاق صغير خارجا وبثمن بخس من قبل أفراد تلقوا قليلا من التدريبات ودون الحاجة إلى دعم من منظمة إرهابية كبيرة. مع العلم أن بريطانيا كانت السباقة لاحتضان أعضاء التنظيم الإرهابي عندما لاحقتهم السلطات الجزائرية بل وفتحت لهم منابر للإعلام حتى باتوا اليوم يشكلون تهديدا كبيرا لها وهو الأمر الذي حذرت منه الجزائر في وقت كانت تحارب الإرهاب لوحدها.