حذرت مديرة الاستخبارات البريطانية الداخلية "أم.آي.5" إليزا مانينغهام بولر من أن التهديد الذي يشكّله تنظيم "القاعدة" للأمن في البلاد جدي ومتنا، وكشفت مانينغهام أن هناك حوالي مائتي مجموعة ناشطة مختلفة تضم ما يقارب الألف وستمائة شخص تحاول مهاجمة بريطانيا وأهداف أخرى، وان الاستخبارات البريطانية تراقب عن كثب هؤلاء الاشخاص المشتبه بهم. وأوضحت أن هناك نحو 30 مخططا معروفا لدى الجهاز، ولم تستبعد وجود مخططات أخرى. وحذرت من أن من أسمتهم بالإرهابيين الذين تمكنوا من تطوير متفجرات محلية الصنع قادرون على تطوير واستخدام أسلحة كيمائية وربما نووية في المستقبل، كما حذرت من ان هذه المجموعات قد تستعمل أسلحة كيميائية أو مواد مشعة في الهجمات التي قد تشنها، وكشفت أن هناك العديد من الشبان يتلقون تدريبات لكي يصبحوا انتحاريين وأن ارتفاع عدد الحالات المتابعة من طرف المخابرات ارتفع بنسبة 80 % منذ بداية السنة. وبلهجة تحذيرية قالت: "اليوم نرى استخدام عبوات ناسفة بدائية الصنع وغدا التهديد ربما.. بل أقول سوف" يشمل استخدام الكيماويات والعناصر الجرثومية والمواد المشعة وربما التكنولوجيا النووية. وقالت إن جهاز "أم.آي.5" تمكن من كشف خمس محاولات لهجمات منذ وقوع تفجيرات لندن في جويلية 2005 التي أودت بحياة 52 شخصا وجرحت المئات، في إشارة إلى الهجمات التي استهدفت ثلاث عربات ميترو وحافلة. ووصفت مانينغهام هذه المجموعة بأنها تتراوح بين مجموعات تتلقى أوامر مباشرة من "القاعدة" في باكستان وأخرى متأثرة بشكل عام بزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. "أم.آي.5" تتزامن تصريحات المسؤولة الأولى عن جهاز الأمن الداخلي مع تلك التي جاءت على لسان وزيرة الخارجية السيدة مارغريت بيكيت في افتتاح ملتقى حول الإرهاب الدولى الذي ينظمه المعهد الملكى البريطاني لدراسات الدفاع تحت عنوان "الإرهاب العابر للأوطان وكيفية مواجهته" أن بلادها قد "حققت نجاحا على صعيد مكافحة وملاحقة الإرهاب وأنها استطاعت من خلال أجهزتها الأمنية والاستخبارية تفكيك العديد من خلايا وإحباط مخططات بهذا الشأن". br وفي السياق ذاته دعت بيكيت المسلمين البريطانيين أمس، إلى "التصدي" لما أسمته بالتطرف الإسلامي والمشاركة في مكافحته، وقالت أمام مؤسسة فكرية في لندن إنها "تتحدى كل الرافضين للعنف أن يقفوا ويعلنوا مشاركتهم.. في مكافحة التطرف. وفي تطور آخر مثلت أمس، أمام محكمة مدينة وستمينستر امرأة قالت الشرطة البريطانية إنها وجهت لها تهمة الإرهاب لحيازتها قرص كمبيوتر يحوي إرشادات إلى استخدام أسلحة ومواد سامة وألغام وذخائر. وذكرت الشرطة أن الاتهامات الموجهة للمرأة ذات صلة باعتقال سهيل أنجوم قريشي الذي اعتقل في مطار هيثرو وبحوزته منظار للرؤية الليلية وكتيب عن السموم. وأوضحت الشرطة أن بين الأشياء المحملة على القرص الصلب الذي كان بحوزة المرأة دليل القاعدة وكتيب الإرهابيين وكتيب السموم للمجاهدين ودليل استخدام بندقية القنص دراغونوف وكتيب الأسلحة النارية والقذائف الصاروخية ودليل استخدام المسدسات من عيار تسعة مليمترات ودليل كيفية القتال اليدوي. وفي هذا السياق أدانت محكمة بريطانية أمس، ميزان الرحمن وهو مسلم بريطاني بإثارة الكراهية العنصرية بعد أن دعا إلى شن هجمات، على غرار هجمات 11 سبتمبر في أنحاء أوروبا أثناء احتجاج أمام السفارة الدانماركية في لندن على الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وفي شهر سبتمبر الماضي، ألقت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا القبض على أربعة عشر شخصا في عملية جنوب وشرق لندن وقالت إن التوقيفات جاءت عقب عدة أشهر من المراقبة والتحقيق وكان رئيس قسم مكافحة الإرهاب في شرطة "اسكتلند يارد" بيتر كلارك قد أعلن آنذاك أن الشرطة في بريطانيا تراقب "آلاف الأشخاص الذين قد يكونون متورطين بالإرهاب". للإشارة، فقد تعرضت ثلاث عربات مترو وحافلة من طابقين الى هجمات أسفرت عن مقتل 52 شخصا وجرح أكثر من 700 آخرين، وفي هذا الإطار، كشف تقرير أعدّته لجنة الاستخبارات والأمن البريطانية حول تفجيرات 7/7 في لندن أن جهاز الاستخبارات الداخلية "أم.آي.5" كان على علم بوجود حوالي 250 مشتبه فيهم محتملين، عام 2001. أما عام 2004، فقد تضاعف عدد "الأهداف الأولية للتحقيق" ووصل إلى 500، حسب تقرير النواب البريطانيين وفي العام الذي تلاه ارتفع العدد مجددا ليبلغ 800 مشتبه فيهم. يذكر ان حجم الموظفين داخل "أم.آي.5" رفع بنسبة 50 % منذ هجمات 11 سبتمبر2001، وهو حاليا يبلغ نحو 2800 موظفا، الا ان مديرة الاستخبارات قالت انه على الرغم من ازدياد عدد الموظفين، فإن التحقيق في كل الأنشطة التي لها علاقة بالإرهاب أمر صعب للغاية. حسين. ز