حدد جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني ألفي شخصية دينية من الناشطين الإسلاميين الذين وصلوا بريطانيا في بداية التسعينات من القرن الماضي ليكونوا تحت المراقبة. وأشار المحلل في برنامج "نيوز نايت بي بي سي" ريتشارد واطسون، إلى أنه بدعم الأمريكيين الذين يديرون "مصنعا" مركزا كبيراً للتنصت وتحليل المعلومات في منطقة "فورت مي" بالقرب من واشنطن، فإن مليارات الإتصالات سيتم التحقق منها كل يوم وسيتم الكشف عن إشكال وحلول كذلك. ويرى مقال لواطسون نشر أول أمس في صحيفة "اندبندنت اون صاندي" أن التهديد الإرهابي يظل خطيرا. ويقول واطسون إنه بغض النظر عما إذا كان هذا التحقيق الأخير سيسفر عن نتائج أم لا، فالتهديد الذي تتعرض له بريطانيا يظل قوياً، ويصنف رسمياً على أنه خطير، مما يعني أن من المحتمل بدرجة كبيرة وقوع هجوم من نوع ما بالمملكة المتحدة، لكن الكاتب يرى أن هذا الحديث ربما كان مبالغا فيه، مشيرا إلى أن آخر هجوم ناجح تعرضت له بريطانيا وقع في لندن في 7 جويلية 2005 وأدى إلى تسجيل 52 قتيلاً. ويقول الكاتب هنا إن بعض منتقدي الحكومة يتساءلون ما إذا كان التهديد الذي يشكله الإرهاب في المملكة المتحدة مبالغاً فيه لتحقيق مكاسب سياسية، ويرى الكاتب أن الحديث عن المحاولات الإرهابية الأخيرة في بريطانيا أثارت سخرية الناس بسبب افتقارها إلى خبرة في التنفيذ، كما هو الحال في التفجيرات الفاشلة في لندن ومطار غلاسكو عام 2007، وما شهده العام السابق من محاولة مماثلة في مدينة اكستر. ويرى الكاتب أن كل هذه الإجراءات لا تنفي أن تنظيم "القاعدة" راغب كل الرغبة بتنفيذ عمل كبير مثل أحداث 11 من سبتمبر في الولاياتالمتحدة أو أحداث 7/7 في بريطانيا. ويرى أن المخططات الإرهابية التي نفذت في بريطانيا في السابق، اعتمدت على مواطنين بريطانيين أظهروا ميلا للتطرف وذهبوا إلى باكستان للتدريب الأخير، ويضيف واطسون أن الأمر صار أكثر خطورة الآن والتهديد ينبع من المنطقة القبلية الخارجة عن سلطة الحكومة المركزية والواقعة بين باكستان وأفغانستان، فهذه المناطق لا تفتقر إلى الدافعية ولا إلى المجندين المسلحين عقائديا، وأن من الممكن إرسالهم إلى بريطانيا ليكونوا "خلايا نائمة ينتظرون الوقت المناسب لتنفيذ الهجوم القادم". كما يقول الكاتب إن من قبض عليهم في شمال غرب انجلترا قد يكونون أبرياء، لكن هذا لا ينفي غياب إستراتيجية من الجماعات الإرهابية لإرسال ناشطين كي ينفذوا عمليات كبيرة في قلب بريطانيا. من جانبه، قال وزير الدولة للانسجام الاجتماعي في الحكومة البريطانية صديق خان إنه يجب على الحكومة البريطانية أن تبعد نفسها عن سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، إن كانت الحكومة البريطانية جادة في منع تنامي مشاعر الكراهية بين الشباب الباكستاني تجاه بريطانيا. وجاءت تصريحات خان بعد عودته من رحلة تقصي حقائق لباكستان، حيث تزامنت رحلته مع حملة اعتقالات واسعة نفذتها الشرطة البريطانية في شمال غرب انجلترا بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية في البلاد، وطالت 12 شابا باكستانيا. وطالب العديد من السياسيين والأكاديميين البريطانيين بعد الاعتقالات، بتغيير سياسة منح التأشيرات للطلاب الباكستانيين والتأكد من خلو ملفاتهم من السوابق الأمنية. وعلقت صحيفة "أوبزيرفر" بأن تعليقات خان قد تجد اهتماما قليلا من حكومة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، الذي دعا بداية الشهر الحالي إلى توحيد جهود الحكومتين الأمريكية والبريطانية في محاربة الإرهاب في باكستان. وطالب خان، وهو أول نائب مسلم عن حزب العمال في لندن، الحكومة بأن تتبنى نهجا مختلفا عن الحكومة الأمريكية استناداً إلى محاولة الاستماع لمواقف الشباب الباكستاني والذهاب إلى الجامعات والمعاهد هناك، وقال: "لقد استمعت إلى غضب وألم الشبان والتحديات التي يواجهونها، خاصة الإحباط من استمرار الهجمات الأمريكية باستخدام الطائرات الموجهة داخل الأراضي الباكستانية".