دعا أكلي رحمون، رئيس الجمعية الجزائرية لفقر الدم ''تلاسيميا''، الشباب الجزائري المقبل على الزواج لأخذ الحيطة والحذر وإجراء الفحوص اللازمة التي تؤكد خلو الزوجين من أي مرض يمكن أن ينتقل إلى الاطفال. وخص رئيس الجمعية بالتحذير الشباب المقبلين على الزواج والذين ينتمون إلى عائلة واحدة بضرورة إجراء هذه التحاليل لتفادي وقوع أمراض وراثية للأطفال خاصة مرض فقر الدم الذي يشكل زواج الأقارب عاملا رئيسيا في انتشاره في بلادنا. كشف ''رحمون أكلي''، رئيس الجمعية الوطنية لفقر الدم، عن تنظيم مجموعة من الحملات التحسيسية عبر مختلف مناطق الوطن لتوعية المواطنين بضرورة التبرع بالدم لإنقاذ حياة العشرات من المرضى الذين يحتاجون إلى الدم بصفة دورية حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة بصورة طبيعية خاصة الأطفال منهم الذين يشكلون نسبة كبيرة من المصابين بهذا المرض لعوامل عديدة أهمها زواج الأقارب. ودعا السيد أكلي في هذا الخصوص الجمعيات الناشطة في مجال التبرع بالدم الى زيادة حملاتها التحسيسية في أوساط المواطنين من أجل تحفيزهم على التقدم الى مراكز الحقن لضمان تواجد الدم بصورة مستمرة لإنقاذ حياة المرضى خاصة الأطفال منهم، حيث أكد في ذات السياق أن الجمعية تعمل منذ انطلاقتها الاولى على تجسيد عدة مشاريع بالتعاون مع الفدرالية الوطنية للتبرع بالدم والوكالة الوطنية لجمع الدم، بالإضافة الى الجمعيات الولائية الناشطة في هذا المجال، حيث كثفت هذه الأخيرة حملاتها التحسيسية عبر نقاط مختلفة من خلال خروجها إلى المناطق التي يتواجد فيها الشباب بكثرة كالمساجد ودور الشباب والملاعب وحتى الساحات العمومية. كما تقصد هذه الجمعيات مختلف شواطئ العاصمة والمدن الساحلية للالتقاء بأكبر قدر ممكن من المواطنين الذين يجتمعون في الشواطئ، وقد أتت هذه الحملات التحسيسية بأكلها خاصة في فصل الصيف وشهر رمضان حيث تتوقف شاحنات جمع الدم أمام أبواب المساجد خاصة في صلاة التراويح لجمع الدم. كما تنظم الجمعية الوطنية لمرضى فقر الدم، حسب رئيسها، مجموعة من الخرجات الترفيهية لفائدة المرضى في مبادرة أرادت منها الجمعية التخفيف من معاناة هذه الشريحة التي لم تعرف في حياتها سوى جدران المستشفى فحتى المدارس لا يلتحق بها هؤلاء بصفة منتظمة نتيجة ارتباطهم الوثيق بالمستشفى وحاجتهم الماسة للدم; وهو ما دفع الجمعية في الكثير من الأحيان للتوجه الى المستشفيات ومراكز حقن الدم من أجل مساعدة المرضى وتوجيههم بصورة صحيحة إلى مصالح العلاج. دعوة لوضع مخطط وطني للتكفل بالمرضى يواصل رئيس الجمعية مطالبته السلطات المعنية بضرورة وضع مخطط وطني للتكفل بالمرضى المصابين بالتلاسيميا. فالجزائر، حسب المتحدث، تفتقر الى مخطط لمجابهة هذا المرض النادر الذي يجب عدم التهوين من خطورته. وحتى وإن كان عدد المصابين به لا يتجاوز ثلاثة آلاف مريض إلا أن نسبة الزيادة كل عام تدعو الى الإسراع في وضع خطط كفيلة بمعالجة هذا المرض ووضع دراسات ميدانية حول انتشاره. وأمام هذه المعطيات لا تزال التلاسيميا كغيرها من الأمراض النادرة الأخرى تفتقر إلى مخطط وطني بالجزائر على غرار الهيموفيليا، التصلب العضلي الجانبي، داء ويلسون، رتق القناة الصفراوية، وغيرها من الأمراض اليتيمة التي لا تستقطب الباحثين بالنظر إلى قلتها،. ويشار إلى أن التلاسيميا، المرض الذي تم اكتشافه سنة 1925 من طرف الدكتور »كولي«، يبقى مشكلة صحية سواء للشخص المصاب أو الأسرة وكذلك المجتمع وتكلفة علاجه تبقى مرتفعة جدا.