بسبب تفاقم الأمراض الوراثية وتفشيها في المجتمع وانتقال بعض الأمراض المعدية بين الأزواج، ألزمت الحكومة الجزائرية كل الأزواج المقبلين على إبرام عقد الزوجية إجراء فحص طبي شامل لتجنب أية مشاكل قد تنجم عند إصابة أحد الزوجين بمرض يجهله الآخر، أو يصيب الأطفال مستقبلا، تاركة لهم حرية القرار الأخير. نظرا لتزايد التشوهات والأمراض المختلفة في أوساط المواليد الجدد والأطفال اضطرت العديد من الدول إلى سن قوانين تهدف بموجبها إلى التقليل من الأمراض الوراثية بإعتمادها صيغ كفيلة بذلك مثل وجوب إجراء فحوصات طبية قبل الزواج. وقد استحسن الكثير من الناس هذا الأمر في حين اعتبره الآخرون تدخلا صارخا في الحياة الشخصية للأفراد. ويرى المؤيدون لهذه الفكرة أن إجراء الفحوصات الطبية أمر ضروري على الأقل لتجنب الوقوع في مشاكل معقدة والعلم المسبق بالأمراض المحتمل وقوعها وتقديم النصح للمقبلين على الزواج والمحافظة على سلامة الزوجين والأطفال من الأمراض.أما الرافضون لها فيعتبرونها تسيء كثيرا لسمعة الطرفين، خاصة المرأة إن أكتشف أنها تعاني من مرض ما، فقد يؤدي ذلك إلى عزوف الشباب عن خطبتها. كما أن الفحوصات ساعدت في ترسيخ فكرة أن زواج الأقارب هو السبب المباشر للأمراض. وتركز الفحوصات الطبية على البحث عن التحاليل الوراثية والمسح الجرثومي والفيروسي مثل إلتهاب الكبد الفيروسي والإيدز. أما عن الأمراض الوراثية الأخرى فيتوقع أن يصاب 1 من 25 طفل بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو مرض له عوامل وراثية أخرى تحدث عيبا خلقيا أو تأخرا عقليا حادا. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يصاب الأطفال بأمراض فقر الدم الخطيرة والمختلفة وأمراض في الجهاز العصبي والغدد الصماء، أو أن يحمل الطفل أمراضا أصيب بها أحد والديه كالسكري وارتفاع ضغط الدم والربو، أو يصاب بتشوهات خلقية كالشفة الأرنبية وغيرها -ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل يقبل الطرفان إتمام الزواج إذا اكتشف أن أحدهما مصاب؟ هذا ما أردنا معرفة من خلال طرح السؤال على عدد من الشباب المقبلين على الزواج الذين وجدناهم في مقر بلدية الجزائر الوسطى، حيث أكد عدد معتبر منه أنهم قد يغيرون رأيهم في الزواج إذا كانت العروس تحمل مرضا خطيرا كالايدز وإلتهاب الكبد الفيروسي أو السرطان لأن تكاليف العرس كبيرة جدا وأعباؤه أثقلت كاهل الكثير من الشباب، وفي النهاية تكون الزوجة أيضا مريضة هذا ما لا يتقبله عقل إطلاقا ''الخسارة ما يحبهاش ربي'' علق أحد الشباب. يقول ''مراد'' موظف في البلدية الانسان يريد أن يأخذ من الحياة الأشياء الحميلة فقط، هناك أشياء وأخطار يمكن أن نتجنبها، وأمام تزايد حالات مرض الاطفال والاعاقات المختلفة أصبح من اللازم علينا أن نضبط أمورنا جيدا. والتحاليل المفروضة قبل الزواج قد تساهم في الحد من هذه الاخطار إلا أنه وفي الأخير ترجع الأمور كلها الى القضاء والقدر، لكن يجب أن نحاول الابتعاد عن الخطر قدر الامكان. أما رأى النساء فكان مقاربا لرأي الرجال مع أنهم اعتبرن أن رفض المرأة الزواج برجل مريض قد يجلب لها انتقادات المجتمع، إلا أنهن أكدن وجوب اعطائهن الحرية لفعل ذلك وتحسين حياتهن، فكثير من الفتيات تقول ''نورة'' طالبة جامعية تزوجن برجال مرضى بالسكري وتحملن بصبر معاناة أزواجهن مع هذا المرض الذي يخلق عوائق كثيرة في الحياة الزوجية ويسبب مشاكل جمة بين الطرفين، إلا أن المجتمع لم يتقبل فكرة أن تنفصل المرأة عن زوجها لأنه مريض بالسكري أو حتى الإيدز دون اعطاء سبب مقنع، وبالمقابل لا يمانع زواج الرجل بامرأة أخرى اذا كانت الزوجة الأولى مريضة. ------------------------------------------------------------------------ عريس يفر بجلده ------------------------------------------------------------------------ رفض أحد العرسان إتمام مراسيم الزواج في إحدى بلديات العاصمة والسبب اكتشافه أن عروسه مصابة بالسكري وقد شكلت تحاليل الزواج صدمة للعريس الذي لم يتوان عن الرفض المطلق للزواج بها. أما العروس فكانت صدمتها مضاعفة لأنها لم تتوقع يوما أن يتسبب مرضها في إبطال زواجها، لأنها تعرف نساء كثيرات مصابات بالسكري وأمراض القلب متزوجات ولديهن أطفال، وحالاتهن الصحية مستقرة للغاية. وتؤكد ''عقيلة'' موظفة في بلدية الجزائر الوسطى أن أغلب حالات الزواج التي تتم بالبلدية وتعد بالآلاف تمت كلها، وأن ما ألغي منها عدد قليل، منها بسبب التحاليل الطبية وأكثرها ما تعلق بالمهاجرين الذين يحملون الكثير من الأمراض أخطرها السيدا التي تضر أغلب الفتيات اللاتي تقدم لخطبتهن شباب مهاجرون على إجراء التحاليل المتعلقة بها ويأتى بعد السيدا إلتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه لسرعة انتقاله وبعدها مختلف الامراض الاخرى، لكن هناك من العرسان من يصر على اتمام عقد الزواج، ولو إجتمعت كل أمراض الدنيا في أحدهما. وتضيف أيضا أن اكتشاف عقم أحد الزوجين أو قدرته الضعيفة على الانجاب أدى إلى تعليق وإبطال زواج الكثيرين. ------------------------------------------------------------------------ شهادة العذرية أو الشرف المستعاد ------------------------------------------------------------------------ تخضع كل الفتيات المقبلات على الزواج لفحص الكشف عن سلامة العذرية الذي تعتبره الكثير من العائلات ورقة أمان تدخل بها الفتاة عالمها الجديد بكل ثقة، لكنه وفي المدة الأخيرة أصبح التلاعب بها أمرا ممكنا، وبعملية بسطة يمكن ترقيع غشاء البكارة الذي وإن أستثني من التحاليل الطبية بعد الضجة التي أحدثتها الجمعيات النسوية إلا أنه لم يعد الورقة التي يعتد بها في كثير من الأحيان ولم تعد العذرية مقياسا للشرف بعد كل هذا.