شرع تنظيم قاعدة المغرب في تنفيذ تهديداته التي كان قد أعلن عنها بعد الهجوم الفرنسي الموريتاني على معاقله في محاولة لتحرير الرهينة الفرنسي الذي تم إعدامه بعد فشل العملية. وكان قد حذر على لسان درودكال في تسجيل صوتي ''فرنسا بحرب مفتوحة''، وأولى بوادر الحرب المعلنة هي إقدامه الخميس الماضي على إعدام معاون جمارك ماليا كان خطف الثلاثاء مع عسكري مالي، كما أعلن مصدر في محافظة كيدال (شمال شرق) ومصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية. وأكد هذا النبأ أحد أفراد أسرة هذا الرجل المعروف باسم ''مرزوق'' والذي كانت مهمته تتمثل في إرشاد موظفي الجمارك الماليين في الشمال الصحراوي الشاسع للبلاد. وأوضحت المصادر نفسها أنه خطف ''لتصفية حسابات'' بينه وبين الخاطفين، وأعدم عندما عثروا معه على أوراق من سفارة غربية في باماكو، من دون أن يحددوا طبيعة هذه الوثائق أو بلد السفارة المعنية حسب زعمهم. وأكد المسؤول الأمني المالي -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- هذه المعلومات، لافتا إلى وجود آخرين كانوا مع المرشد الجمركي مرزوق والجندي الآخر لكنهم لم يختطفوا، مما يدل على أن الاثنين كانا مستهدفين بشكل مباشر لسبب محدد. وكانت مصادر أمنية في كيدال قد أعلنت عن اختطاف عناصر القاعدة الثلاثاء الماضي عند الساعة التاسعة صباحا للجمركي المالي سيد أحمد أغ الشريف، المعروف باسم مرزوق، وضابط من الحرس المالي يدعي اكلنين اغ واقتادتهما إلى جهة مجهولة بعد تعرضهما لطلق ناري تسبب في إصابة الجمركي في الرأس والذراع، والجمركي المختطف هو شقيق الضابط أغ الحسيني الذي سبق أن قتلته القاعدة شمال مالي. وقد اختطف الرجلان في بلدة تكنكانت على بعد 50 كلم من كيدال على الطريق الرابط بينها و''أكلهوك'' شمال مالي، ووفقا لمصدر أمني مالي فإن متعاونا مع القاعدة يدعى الطالب قد يكون المنفذ للعملية. وحسب نفس المصدر فقد أوقف إرهابيون مسلحون على الطريق سيارة تقل الرجلين رفقة مسافرين آخرين ليتم اعتقالهما وإخلاء سبيل الركاب مما يدل على أن المسلحين كانوا يستهدفون الرجلين تحديدا. وقد جرت عملية الخطف في المنطقة التي كانت مسرحا للهجوم الذي شنته موريتانيا وفرنسا ضد معقل للقاعدة في 22 جويلية الماضي، ويعد هذا الأمر ثاني إعدام يقوم به التنظيم الإرهابي، إذ أقدام نهاية جويلية الماضي على قتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو الذي احتجز في أفريل، ولا يزال التنظيم يحتجز رهينتين اسبانيين اختطفا في نوفمبر .2009 ويذهب بعض المراقبين في شمال مالي إلى اعتبار عملية الخطف محاولة من قاعدة المغرب للانتقام ممن تشتبه في تقديمهم معلومات بشأن تحرك عناصرها إلى موريتانيا أو فرنسا.