انعكس الخلاف المتصاعد حول أزمة تشكيل حكومة في بغداد مزيدا من سفك دماء المدنيين، بعدما شهدت منطقة باب المعظم واحدة من أبشع المجازر أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 200 من الجنود والمتطوعين في الجيش. ووفقا لتقارير صحافية قتل ما لا يقل عن 60 شخصا وأصيب أكثر من 160 آخرين بجروح جراء الهجوم على مركز تجنيد للجيش العراقي في بغداد.ووقع الهجوم الذي يعد الاعنف هذا العام غداة إعلان كتلة ''العراقية'' تعليق محادثاتها مع قائمة ''دولة القانون'' بشأن تشكيل الحكومة المقبلة التي لم تبصر النور بعد مرور خمسة اشهر على الانتخابات التشريعية. ويعتبر الانفجار الأعنف هذا الشهر وكانت احصاءات وزارة الصحة والدفاع والداخلية قد اشارت الى ان شهر جويلية الماضي كان الأكثر دموية في العراق خلال العامين الماضيين إذ سقط فيه 535 قتيلا بينهم 396 مدنيا و139 من عناصر الأمن الى جانب اصابة أكثر من ألف شخص بجروح. ويسود إحباط شديد العراقيين، لا سيما في مناطق التماس الطائفي في بغداد، بسبب تعطيل الاتفاق على الحكومة المقبلة، في حين يتعالى التراشق بين الخصمين المتنافسين نوري المالكي وإياد علاوي، بعدما وصلت العلاقة بين كتلتيهما إلى درجة سيئة للغاية.من جهة أخرى يبدو ان تحالف جديد بين ''الائتلاف الوطني'' بزعامة عمار الحكيم وزعيم القائمة ''العراقية'' اياد علاوي يلوح بالافق ، الامر الذي ينهي حلم رئيس الوزراء المنتهيه ولايته نوري المالكي في رئاسة الحكومة مجددا. واعلن زعيم كتلة ''العراقية'' اياد علاوي بعد لقاء جمعه مع قياديين من الكتلة البرلمانية للتيار الصدري ان هناك رؤى حقيقية تكاد تكون متطابقة بين الكتلتين البرلمانيتين ستساعد كثيرا على تشكيل حكومة مقبلة.وقال علاوي ''ستحصل لقاءات مكثفة خلال الايام القريبة القادمة ومتتالية للوصول الى صياغات مهمة واساسية فيما يجب ان يحصل للعراق من خلال تشكيل حكومة مقبلة''. كما اعلن الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم ''انه فتح الباب لاعلان تحالف جديد مع القائمة العراقية بعد ان علقت مفاوضاتها بشأن تشكيل الحكومة مع ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي''.وقال باسم العوادي المستشار الاعلامي لزعيم المجلس الاعلى الإسلامي عمار الحكيم ''مفاوضات جادة وشمولية مع العراقية بدأت بعد ان اعلنت الأخيرة تعليق مفاوضاتها مع دولة القانون''.وأكدت مصادر مقربة من أحد قادة الائتلاف الوطني همام حمودي ان الحكيم سيعطي كلمة الفصل والقرار النهائي في التحالف مع العراقية، مضيفة أن التحالف الكردستاني سيكون الطرف الثالث في هذا التحالف. وكان الائتلاف الوطني الذي يضم غالبية القوى السياسية الشيعية والذي يعتبر التيار الصدري جزءا منه قد أعلن بداية شهر أوت الجاري انسحابه من التحالف الوطني الذي يضمه مع قائمة رئيس الحكومة المالكي بسبب اصرار كتلة المالكي على تسمية المالكي مرشحهم الوحيد لرئاسة الحكومة.الى ذلك ، نفى المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية حيدر الملا عن وجود رسالة من علاوي إلى المالكي ينفي فيها تعليق المفاوضات مع دولة القانون. يشار الى ان القائمة العراقية فازت بالانتخابات بعد ان جمعت 91 مقعدا وبفارق مقعدين عن قائمة المالكي التي حلت في المركز الثاني. يذكر أيضا ان ان الأطراف العراقية لم تتمكن بعد من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بالرغم من مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات البرلماني