شهد العراق يوم (الثلاثاء) يوما داميا أسفر عن مقتل 30 شخصا وإصابة 67 آخرين في سلسة من الهجمات مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، مما أثار تساؤلات حول قدرة قوات الأمن العراقية في ضبط الامن وتوفير الحماية للسكان. واعنف هذه الهجمات وقعت في مدينة الكوت (180 كم) جنوب بغداد عندما انفجرت سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في سوق شعبي بمنطقة العامل وسط المدينة اسفرت عن مقتل 20 شخصا واصابة 50 آخرين بجروح. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن سيارة مفخخة مركونة قرب احد الاسواق الشعبية انفجرت في الساعة (17:30 حسب التوقيت المحلي (14:30 جرينيتش) اعقبها بلحظات انفجار عبوة ناسفة بالقرب منها مما أدى إلى مقتل 20 شخصا من الموجودين في السوق. وأضاف أن الانفجار اسفر عن مقتل 50 آخرين بجروح بعضهم اصابته بليغة جدا مبينا أن بعض الجرحى قطعت احدى ساقيه أو بترت يده لافتا إلى أن عشرة محال تجارية دمرت بالكامل جراء الانفجار كما تضررت العديد من السيارات المدينة التي كانت متوقفة فضلا عن اضرار في ممتلكات المواطنين. وأكد المصدر أن القوات الامنية في المحافظة عززت من إجراءاتها الأمنية وعقدت قيادات المحافظة الأمنية والرسمية اجتماعا موسعا لتدارس الخطط الأمنية لتجنب وقوع مثل هذه الهجمات القاتلة في المستقبل. وكان مسلحون مجهولون يعتقد انه من تنظيم قاعدة اغتالوا خمسة من رجال الشرطة العراقية صباح اليوم في ساحة اللقاء بمنطقة المنصور ورفعوا علم ما يسمى دولة العراق الاسلامية ثم لاذوا بالفرار. كما أدت عدة هجمات بالعبوات الناسفة في مناطق متفرقة من بغداد إلى مقتل ضابط في شرطة المرور واصابة 17 شخصا بجروح بينهم ضباط وعناصر في قوات الامن كما سقطت اربع قذائف هاون مجهولة المصدر بينها اثنان على المنطقة الخضراء واثنان في المنصور. وفي المساء، اغتال مسلحون مجهولون باسلحة كاتمة للصوت احد عناصر الشرطة اثناء تأديته لواجبه الرسمي في تقاطع مستشفى الكندي وسط بغداد ثم لاذوا بالفرار كما انفجرت عبوة ناسفة في تقاطع البياع جنوب غربي بغداد أدت إلى إصابة اثنين من عناصر شرطة المرور بجروح. وشهدت محافظة ديالى شرقي البلاد عدة هجمات وأعمال عنف اسفرت عن مقتل جندي ومدني واصابة ستة اشخاص بينهم ثلاثة جنود في الجيش العراقي كما عثرت الشرطة في المحافظة على جثة مجهولة الهوية مصابة بطلقات نارية في منطقتي الصدر والرأس. وانتقلت موجة العنف إلى محافظة كركوك الغنية بالنفط المجاورة لمحافظ ديالى من جهة الشمال فقد شهدت هجومين احدهما استهدف عنصرا في قوات الصحوة بمنطقة الرياض( 50 كم) جنوب غرب كركوك (250 كم) شمال بغداد ادى إلى مقتله والثاني استهدف مدنيا قرب نقطة تفتيش جنوبالمدينة أسفر عن إصابته بجروح. يشار إلى أن احصائية أعلنتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة في العراق يوم الأحد الماضي أظهرت ارتفاع عدد ضحايا أعمال العنف في البلاد خلال شهر جويلية الماضي إلى 535 قتيلا وهي الاعلى منذ أكثر من سنتين. ويرجع القادة الامنيون اسباب تردي الوضع الامني إلى الخلافات السياسية بن الكتل وتأخير تشكيل الحكومة الذي انعكس بصورة سلبية على الوضع الامني في العديد من محافظات البلاد.