أعلنت الحكومة رفع الحظر المفروض على استيراد اللحوم ابتداء من شهر سبتمبر المقبل بعد ما كانت قد اتخذت قرارا بحظر استيراد لحوم الأغنام يوم 10 ماي الماضي والتي تبلغ 650 طن شهريا من أجل مساعدة مربي البقر والغنم الذين عجزوا عن تسويق ماشيتهم عقب انهيار الأسعار بسبب الأوضاع الصعبة التي آلت إليها المراعي وعانى منها قطاع التربية الحيوانية نظرا لندرة الأمطار وقلة الأعلاف. وأكدت الحكومة أن الإجراء الذي تم اتخاذه أدى إلى انخفاض محسوس في أسعار اللحوم نظرا للفائض الذي سجل في الفترة الأخير بالنسبة للغنم، حيث ذكرت الحكومة أن هناك فائضا ب 20 مليون رأس غنم ويمكن أن يصل إلى 30 مليونا إذا أخذ بعين الاعتبار الرؤوس غير المسجلة رسميا كما قامت الحكومة بتوزيع العلف على التجار بأسعار مدعمة بعد استيراد 300 ألف طن من الشعير وفي إطار جهود حماية تجارة اللحوم المحلية خاصة الأغنام وعلى اثر ذلك تم إنشاء لجنة وطنية لمتابعة الأزمة وتقديم يد العون للمربين. ومن جهة أخرى تقترح الدولة تصدير 3 ملايين رأس من الغنم الى الخارج بعد الفائض المسجل في حين تبقى الأسعار عشية شهر رمضان مرتفعة وليست في متناول اغلب المواطنين حيث في زيارة قادتنا الى أسواق العاصمة أسعار اللحم غنمي تقدر ب 650 دينار و اللحم البقري ب 600 دينار أما أسعار الدجاج فقد قفزت عشية شهر رمضان الى 300 دينار للكيلوغرام والبيض ب 9 دنانير للحبة الوحدة . كما دقت اللجنة الوطنية للحوم التابعة للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين من جهتها ناقوس الخطر، إزاء الآثار السلبية الناتجة عن تشجيع استيراد اللحوم المجمدة بحيث وصلت صادرات اللحوم المجمدة من البرازيل وحدها إلى أكثر من 51 ألف طن نهاية السنة الماضية ويقدر المعدل الإجمالي للاستيراد ب 100 ألف طن سنويا وهذا يؤدي الى ضرب الإنتاج المحلي من الثروة الحيوانية بالإضافة إلى أنه يحرم البلاد من توفير الآلاف من مناصب الشغل. وفي سياق آخر فإن المتوجه إلى الأسواق الشعبية بالمناطق الداخلية يلاحظ الوضعية المزرية التي وصلت إليها خاصة طريقة عرض اللحوم والتي تعتبر سريعة التعفن خاصة إذا لم تعرف العناية والحفظ الجيد من الحرارة، باعتبار أن هذه فترة حارة وتساعد على انتشار الأمراض بكل أنواعها وهي النقطة التي يدركها العديد من المواطنين، كما تصادف في بعض الأسواق الشعبية عرض اللحوم على طاولات، وهذا أمر يعكس اللامبالاة والإهمال وعدم الاكتراث بأخطار بيع هذه المادة الحيوية بهذه الطريقة، إذ تُعرض بشكل عشوائي على طاولات وعربات داخل الأسواق الشعبية حيث الأوساخ والغبار والحشرات منتشرة بشكل مؤسف . كما شهدت لحوم الدجاج هي الأخرى ارتفاعا ملموسا عشية دخول شهر رمضان حيث وصلت أسعارها الى 300 دينار للكيلوغرام بسوق '' كلوزال '' بالعاصمة أما في مناطق أخرى فقد تراوحت بين 250 و300 دينار . وتجدر الإشارة في الأخير الى أن اللجنة الوطنية للحوم اقترحت عدة حلول لتوفير اللحوم الطازجة وجعلها في متناول المواطن البسيط، ومنها دعم الموالين الحقيقيين عن طريق مساعدتهم في اقتناء الأعلاف وتسهيل تربية المواشي والأنعام بصفة عامة بالإضافة الى دعم سكان الأرياف برؤوس الأغنام من اجل رفع حجم الثروة الحيوانية وتجنب استيراد المجمد من الخارج.