تعرف أسعار لحم الخروف مند بضعة أيام في أسواق العاصمة انخفاضا محسوسا يقدر أحيانا ما بين 30 إلى 50 بالمائة ويفسر أصحاب محلات القصابة هذا الانخفاض الذي لم تشهد له الولاية مثيلا إلى الارتفاع الجنوني في أسعار الأعلاف ما أجبر مربي الغنم بالخصوص على الإفراط في بيع جزء هام من رؤوس ثرواتهم الحيوانية بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على توفير العلف للنعاج . في زيارة قادت " صوت الأحرار" إلى قصابات بعض بلديات العاصمة كباب الوادي ، القصبة ،باب الزوار ودار البيضاء لاحظنا السقوط الحر في أسعار لحم الخروف الذي أصبح يتراوح بين 500 و550 دينار للكيلوغرام الواحد وبين 500 و 250 دينار للكيلوغرام من لحم النعاج بعد أن بلغ أرقاما قياسية السنة الماضية حيث تشهد القصابات توافد عدد كبير من المستهلكين الذين عزفوا في وقت سابق عن اقتناء اللحوم بالنظر إلى غلائها الفاحش، ورغم أن الأسعار أصبحت في متناولهم إلا أنهم عبروا عم تخوفهم من أن تكون رؤوس الأغنام قليلة في عيد الأضحى المقبل . و على صعيد آخر أكد الجزارون أنهم يقتنون النعاج الصغيرة التي من المفروض أن تخصص للتكاثر بأرخص الأثمان أمام عجز المربين في توفير العلف لها إذ بلغ سعر القنطار من النخالة 2500 دينار في حين وصل سعر القنطار من الشعير إلى 3500 دينار والخرطال إلى 400 دينار للربطة الواحدة بوزن 15 كغ علما أن كل نعجة تتناول 1 كيلوغرام من العلف يوميا وهو ما لم يستطع المربي توفيره أمام عامل الجفاف الذي حال دون نمو العلف وندرة الغطاء النباتي، حتى المحميات المتوفرة ببعض الولايات قد تعرضت للزوال بسبب الرعي العشوائي يضاف إلى كل هذا الزوابع الرملية ، غياب دعم الدولة وعدم تحركها لانقاد الثروة الحيوانية من الهلاك والمقدرة ب20 مليون رأس من الأغنام وكذا مساعدة الموالين في الخروج من محنتهم وتذليل معاناتهم. فحسب بعض الموالين ممن تحدثت إليهم "صوت الأحرار" فقد أجمعوا على أن الاستمرار في عملية بيع النعاج التي هم مجبرون على القيام بها إلى غاية هطول الأمطار سينعكس سلبا على تكاثر الثروة الحيوانية من الغنم بعد سنتين أو ثلاثة فقط ما لم تتدخل الحكومة لدعم نحو 9 آلاف موال هم مهددون بالبطالة و النزوح الريفي وتجويع ما يقارب 10 ملايين نسمة من أهاليهم. و يشير هؤلاء في هذا الصدد إلى أن لجوء الحكومة إلى تصدير مليوني رأس للتخفيف من سلالات ذات سمعة عالمية ولمواجهة التراجع المتزايد للرؤوس ولأسعار لحومها في الأسواق المحلية وكدا توقيفها لاستيراد اللحوم المجمدة من الخارج والتي تبلغ 650 طن شهريا من أجل مساعدتهم بعد أن عجزوا عن تسويق ماشيتهم عقب انهيار الأسعار غير كافي لوضع حد للمشكل الذي تعرفه مختلف ولايات الوطن والذي أصبح يسمى بأزمة الغنم مع العلم يؤكد المتحدثون أن الكثير من أصحاب محلات القصابة على مستوى العاصمة ممن يشترون النعاج منهم بكثرة على وجه الخصوص لديهم مخزون هام من العلف فكيف يفسر هذا ؟وعلى هذا الأساس يطالب الموالون بالتدخل السريع للجهات المعنية لانقاد نشاطهم الذي أصبح مهدد بالزوال من خلال تشخيص الأزمة التي يتخبطون فيها وإيجاد حلول عاجلة لهم .