مائدة الإفطار الجماعي بمركز بيير وماري كوري لمساعدة مرضى السرطان ستغيب للسنة الثانية على التوالي عن المرضى، تطبيقا للمرسوم الوزاري الصادر سنة 2005 عن وزارة الصحة، والذي منعت بموجبه كل الجمعيات والحركات الجمعوية من تحضير مائدة رمضان لمرضى المستشفيات عبر جميع أنحاء التراب الوطني، محطما بذلك أمل جمعية'' أمل'' في إدخال الفرحة على قلوب المرضى وتقبل منهم دعوات الخير لحظة الإفطار . اعتادت السيدة حميدة كتاب رئيسة جمعية ''أمل'' لمساعدة مرضى السرطان بالعاصمة، و المتطوعين إلى جانبها من طلبة الجامعات منذ 8 سنوات على الإفطار طيلة الشهر بمركز بيير وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا رفقة 800 مريض متواجدين للعلاج على مستوى المركز، لإضفاء وخلق الجو العائلي لهؤلاء من جهة والتخفيف من معاناتهم الصحية من جهة أخرى. ------------------------------------------------------------------------ القانون يسري على الجميع ------------------------------------------------------------------------ المرسوم الوزاري الذي أعطى استثناء في تطبيقه سنة 2006 سمح لجمعية ''أمل'' بمواصلة نشاطها بطريقة عادية واستكمال برنامجها خلال الشهر الكريم في إدخال البهجة على قلوب المرضى وإعطائهم نفس الشعور باللّمة العائلية ، بالاجتماع حول مائدة إفطار واحدة ينسى من خلالها المرضى آلامهم وتبعث فيهم الشعور بالأمل في الشفاء. إلا أن القانون يجب أن يسري على الجميع حيث سهرت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات على تطبيق هذا المرسوم بطريقة صارمة لا يستثنى فيها جهة أو هيئة معينة بما فيها جمعية ''أمل'' ابتداء من السنة الماضية ، حيث اكتفت هذه المرة بتحضير مائدة رمضان للمرضى النزلاء بمركز الاستقبال التابع للجمعية المتواجد بحي العناصر(رويسو سابقا). ------------------------------------------------------------------------ مائدة ل 35 مريضا فقط ------------------------------------------------------------------------ الطاقة الاستيعابية لدار استقبال المرضى تتراوح مابين 30 إلى 35 سريرا، لاستقبال المرضى المصابين بالسرطان من جميع أنحاء الوطن سواء لإجراء الفحوصات الروتينية بعد الخضوع للعمليات الجراحية أو لتلقي العلاج الكيميائي. سيتم في هذه الدار على غرار السنوات الماضية العناية باحتياجات كل مريض وفق حالته الصحية وحميته الغذائية الخاصة حسب ما يوصي به الأطباء والتي يعلن عنها مسبقا في استمارة طلب الإيواء. وعن إمكانية صيام الأشخاص المصابين بالسرطان، أفادت السيدة كتاب حميدة، أن المصاب بداء السرطان يمكنه الصوم بطريقة عادية، ما لم تكن حالته مستعصية، وهذا يتوقف على تشخيص الطبيب المعالج، فوحده المختص قادر على إعطاء الضوء الأخضر للمريض من أجل الصيام. وعلى هذا الأساس ستضم مائدة إفطار الدار 35 شخصا يلتفون حول مائدة واحدة لا تختلف عن المائدة التي اعتادوا عليها رفقة أفراد أسرهم، سواء من ناحية المحتوى أو من ناحية الأجواء البهيجة. ------------------------------------------------------------------------ العمل الشاق مع الحالات المستعصية ------------------------------------------------------------------------ تواجه السيدة كتاب وبقية أعضاء الجمعية مشكلا عويصا وعملا شاقا في حث وإقناع المرضى المستعصية حالاتهم على عدم الصوم، فالعديد من المرضى لا يتقبل فكرة أن يفطر في شهر رمضان في حين بقية خلق الله صائمون وهو من اعتاد على انتظار الشهر بشغف لكسب المزيد من الأجر، فكيف سيقتنع أن الله لا يشق عليه بالصيام وهو مريض. حيث تقول السيدة كتاب إنها في كل مرة تكرر نفس الخطاب الديني على هؤلاء المرضى، قائلة إن الدين يسر وليس عسرا كما تحاول إقناعهم خاصة المرضى الجدد الذين لم يتعودوا بعد على الإفطار في رمضان استجابة لدواعي العلاج وأوامر الأطباء. ونفس الظاهرة نجدها حتى لدى المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية لاستئصال أورام سرطانية ولكنهم مرتبطون بالعلاج الكيميائي، وكلهم تلقوا نصائح من طرف الأطباء بعدم الصوم، لأن العلاج الكيميائي متعب ويتطلب عناية خاصة بالصحة لأيام متتالية وليس في حينها وحسب، لكن على ما يبدو أن عقدة الذنب تؤرق جل المرضى. يذكر مرضى بيير وماري كوري كانوا يحظون بفضل جمعية ''أمل'' برمضان طيب لا يختلف جوه عن البيت، مما كان يسهل عليهم المشقة ويهون عليهم البعد عن اللمة العائلية، التي افتقدوها منذ السنة الماضية التي اعتادوا على اختتامها بحفلات فنية ساهرة يحييها بالمجان مطربو الشعبي فقط لإرجاع البسمة لشفاه مرضى حرموا من جو العائلة ولقاء الأحبة والأولاد على مائدة رمضان تختلف عن غيرها من موائد السنة.