اختار حزب العمال البريطاني المعارض وزير الطاقة السابق إد ميليباند زعيما جديدا للحزب وهزم إد ميليباند ''40 عاما'' شقيقه الأكبر ديفيد وزير الخارجية السابق في حكومة حزب العمال بفارق ضئيل في الأصوات ليتولى زعامة الحزب الذي ينتمي ليسار الوسط. وهو يخلف رئيس الوزراء السابق جوردون براون الذي استقال بعد أن خسر الحزب الانتخابات التي جرت في ماي منهيا 13 عاما في السلطة. وكان ديفيد ميليباند المرشح المفضل لدى الذين ينتمون للوسط في الحزب بينما تميل أراء إد أكثر إلى يسار الوسط وفاز بتأييد نقابات العمال الرئيسية التي تساعد في تمويل الحزب. وفاز إد ميليباند في الجولة الرابعة من فرز الأصوات بفارق ضئيل يزيد قليلا على واحد بالمئة ليخطف الجائزة التي بدت في متناول يد شقيقه الأكبر خلال معظم حملة انتخابات زعامة الحزب. وقال إد ميليباند في رسالة مؤثرة لشقيقه ''ديفيد إنني أحبك كثيرا كأخ وأكن لك قدرا غير عادي من الاحترام للحملة التي أدرتها -- وللقوة والفصاحة التي أظهرتها''. وقال الفائز الذي حقق هذا النصر بفضل التأييد القوى لنقابات العمال لناشطي الحزب الذين تجمعوا في المؤتمر السنوي في مدينة مانشستر بشمال غرب انجلترا ''يجب علي أن أوحد هذا الحزب وسوف أفعل ذلك''. وقال ''اليوم يبدأ عمل الجيل الجديد''. وسيكون تركيز الزعيم الجديد على مكافحة الخفض الكبير في الإنفاق العام الذي يخطط له الائتلاف الحاكم والذي يقول حزب العمال إنه يهدد الخدمات العامة ويؤثر بدرجة كبيرة على الفقراء. ويلقي ائتلاف المحافظين والديمقراطيين الأحرار الذي شكل بعد انتخابات ماي باللائمة على عدم كفاءة حزب العمال في العجز القياسي في ميزانية بريطانيا في زمن السلم ويقول إنه يتعين اتخاذ إجراء عاجل للقضاء على العجز أو المخاطرة بخسارة ثقة المستثمرين في بريطانيا. وكانت صحيفة ''صنداي تايمز'' اللندنية قد كشفت أن الأخوين ميليباند توصلا الى صفقة ''الغرانولا '' خلال لقاء جمعهما في منزل إد مؤخرا وناقشا خلاله سُبل إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية بعد أن وصلت حدة التنافس بينهما إلى مستوى خطير. وأضافت الصحيفة ''الصفقة جاءت في وقت وصلت العلاقة بين معسكري الأخوين إلى أسوأ مستوى لها، حيث قررا إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية من خلال التوصل إلى صفقة على غرار تلك التي أبرمها توني بلير وغوردن براون في أحد المطاعم شمالي لندن عام 1994 إثر تفاقم الخلاف بينهما على زعامة الحزب في ذلك الحين''. على جانب آخر، نقلت صحيفة ''صنداي تلغراف'' عن أد ميليباند عشية فوزه بالمنصب أنه سيدافع عن مصالح الطبقة المتوسطة التي وصفها بأنها ''مطوقة'' بين الطبقات. وأضاف ميليباند ''جيلا جديدا عهد إليه مهمة تغيير حزبنا، ومن الآن فصاعدا سيركز الحزب على استحداث بديل، لكنه سيدعم أيضا الحكومة الائتلافية ''عندما تكون على حق'' في مسألة الاستقطاعات والتقليصات المالية. وأوضح أن سيضع نصب عينيه هدف إعادة حزب العمال الى السلطة ''لكن ذلك سيكون تحديا صعبا، وطريقا طويلا، لكن الحزب خطا الخطوة الأولى من خلال انتخاب زعيم ينتمي لجيل جديد''. وكان سباق زعامة الحزب شهد تنافس ثلاثة مرشحين آخرين لخلافة براون الذي استقال من رئاسة الحكومة وزعامة الحزب بعد هزيمته في الانتخابات العامة التي جرت في ماي الماضي. فقد خاض كل من الأخوين ميليباند ومعهم ثلاثة مرشحين آخرين، هم إد بولز وآندي بورنهام وديان آبوت، حملات انتخابية انتهت بانتخاب زعيم جديد للعمال في جلسة دراماتيكية قُبيل المؤتمر السنوي للحزب.