تتعرض النساء في المغرب للترمل بنسبة تفوق ترمل الرجال بخمسة أضعاف، نتيجة لفارق السن بين الأزواج، الذي يقدّر بنحو 5 سنوات لصالح الذكور، إلى جانب طول عمر الزوجات مقارنة بأزواجهن. ويشير البلاغ الصادر حديثاُ عن المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، وهي مؤسسة رسمية تعنى بالتخطيط والإحصاء، إلى أن فارق السن بين الأزواج يلعب دورا حاسما في احتمالات حدوث الوفاة لدى الزوج قبل الزوجة، الأمر الذي يفسر ارتفاع عدد الأرامل النساء. وتعاني الأرامل من مشاكل الرعاية وضعف الاهتمام بهن، ما أدى إلى ظهور جمعيات ومنظمات تكفلهن، وتؤهلهن لتأمين لقمة عيشهن. إلا أن العديد من الأرامل يعانين الكثير من المشاكل والعراقيل التي تمس حياتهن الاجتماعية والاقتصادية وتزيد في تعميق أزماتهن. ففطيمو مثلا، وهي أرملة في عقدها الخامس، يصرحت لموقع العربية الالكتروني بأنها عانت الأمرين بعد وفاة زوجها الذي كان يكبرها بحوالي 30 عاما، حيث واجهت مصاعب حياتية لم تكن تهتم بها قيد حياة زوجها الراحل، خاصة في الإجراءات الإدارية التي اضطرت لمتابعتها بنفسها لنيل معاش زوجها. أما خديجة وركي، أرملة في الأربعين من عمرها، فقد فارقها زوجها الذي كان يفوقها سنا، وتعرضت بسبب ترملها للعديد من الأزمات المادية التي جعلتها تعيش فقيرة تنتظر إعانات الجيران والمحسنين بعد أن كانت تعيش حياة رغدة. ويشير الباحث الاجتماعي في الشأن الأسري عمر السماط إلى أن التحولات السريعة التي طرأت على تركيبة المجتمع المغربي ومعدلات خصوبته وأمل الحياة وغيرهما، أفضت إلى ارتفاع عدد الأرامل النساء مقارنة مع الرجال. ويلفت إلى أن العديد من الأرامل المغربيات يلجأن إلى الاشتغال كعاملات في مصانع النسيج أو خادمات في المنازل من أجل تحصيل لقمة حلال. ويضيف: هناك آلاف الأرامل أيضا ممن يلجأن إلى مؤسسات القروض الصغرى من أجل تدشين مشاريع تجارية صغيرة تدر عليهن أرباحا تلبي حاجياتهن ومتطلبات أطفالهن اليتامى وتعاني الأرامل من ضعف الاهتمام بأحوالهن من طرف الجهات المسؤولة وحتى من لدن جمعيات المجتمع المدني التي غالبا ما تهتم بالطفولة والشباب. ولتعويض هذا النقص، اتجهت بعض الجمعيات إلى محاولة القيام بكفالة الأرامل ورعايتهن اجتماعيا واقتصاديا وعائليا أيضا..