نظمت جمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان حملة إعلامية وتحسيسية حول مرض سرطان الثدي. وقد دعت السيدة كتاب حميدة رئيسة الجمعية في مداخلتها اثناء الندوة التي احتضنتها يومية المجاهد، الى ضرورة إنشاء مخطط وطني لمكافحة السرطان يتم من خلاله جمع كافة المعنيين من وزارة الصحة والتضامن الوطني والأسرة ووزارة التربية والجمعيات وغيرها من فعاليات المجتمع. ذكرت السيدة كتاب أن 7 آلاف امرأة تصاب سنويا بسرطان الثدي في الجزائر 50 بالمائة منهن يلقين حتفهن بسبب تأخرهن في اكتشاف المرض، فثمانون بالمائة من الحالات المسجلة تصل الى المستشفيات في حالة متأخرة من المرض. ومن اجل التقليل من ذلك نظمت جمعية أمل قافلة تحسيسية حول هذا المرض، وقد أعطت السيدة كتاب حصيلة أولية لنشاطات الجمعية خلال شهر أكتوبر الذي خصص كشهر عالمي للتحسيس من مخاطر الاصابة بسرطان الثدي، وتحت شعار''كلنا من اجلهن'' طافت القافلة التحسيسية ثلاث ولايات من الوطن هي الجلفةالاغواط وغرداية. وقد عرفت هذه المبادرة، حسب السيدة كتاب، نجاحا كبيرا وسط مواطني هذه الولايات خاصة أن الكثير منهم من لم يكن يحمل ادني فكرة عن سرطان الثدي وأعراضه الأولية. وقد استطاعت القافلة التحسيسية التي ضمت أخصائيين في طب النساء والأشعة وممرضين الدخول الى عمق هذه المناطق المحافظة وإلقاء محاضرات ونصائح حول هذا المرض وطرق الكشف المبكر عنه. وأكدت السيدة كتاب ان القافلة كان لها دور تحسيسي بالدرجة الاولى حيث استطاعت ان تقنع فئة عريضة من المواطنات بان هذا المرض ليس بعيدا عن أي واحدة من النساء وبإمكانه ان يصيب أي واحدة منهن وفي أي وقت، لذلك على كل امرأة ان تأخذ احتياطاتها اللازمة وان تجري فحوصا دورية بمفردها. كما نبهت الى ضرورة ان تجري كل امرأة تصويرا بالأشعة كل سنتين، وإذا تجاوزت الأربعين عليها ان تجري ذلك كل سنة. وعلى كل السيدات إجراء فحص يدوي بمفردهن داخل المنزل باتباع خطوات علمية تم إدراجها في كتيبات وتوزيعها على النساء والفتيات تشرح بالصور كيفية إجراء الفحص وفي حالة اكتشاف أي جسم غريب ينصح الكتيب السيدات بالتوجه الى اقرب طبيب مختص لإجراء الأشعة المخصصة لذلك او ''ماموغرافي''. اما البروفيسور بن ديب رئيس قسم أمراض الثدي بمستشفى مصطفى باشا، فقد نبه الى ضرورة القيام بالكشف المبكر وذكر انه الطريقة المثلى للوقاية من سرطان الثدي. وكشف البروفيسور بن ديب ان سرطان الثدي يتطور بشكل تصاعدي وهو مؤشر يجب على السلطات المعنية أخذه بجدية والتفكير بطرق وحلول تكفل التقليل منه. واضاف انه في سنة 1997 تم علاج واستقبال 20 امراة في المصلحة اما سنة 2009 فقد عرفت المصلحة علاج 2500 امراة، وهو رقم مرتفع بالمقارنة بالسنوات الماضية علما ان علاج مريض واحد يكلف 250 مليون دينار سنويا. واضاف ان 80 بالمائة من المرضى يأتين في المرحلة الرابعة من المرض وهو ما يقلل من فرص شفائهن بشكل تام. الخجل يدفع إلى اختيار الصمت بدل الكشف ذكر الدكتور ''فافا'' من قسم أمراض الثدي المرافق للقافلة التحسيسية ان هذه الأخيرة نجحت الى حد كبير في الأهداف التي رسمت لأجلها. وبين الدكتور ''فافا'' ان القافلة استطاعت ان تصل الى عمق هذه المجتمعات المحافظة التي تلتزم فيه الكثير من الفتيات الصمت تجاه الامراض التي تصيبها بسبب الخجل وعدم قدرتهن على الحديث في مثل هذه الأمور. وأضاف ان التجربة لاقت نجاحا كبيرا حيث استطعنا إقناع الرجال بضرورة ان تتكلم المرأة بنفسها وأن تستفسر عن هذا المرض بمفردها والنتيجة كانت مشجعة، حيث طرحت الفتيات أسئلتهن على مختصين استطاعوا الإجابة عليها بدقة وبلغة سهلة وصلت الى الجميع دون استثناء.