أمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشرطة أمس الأربعاء بالتدخل لإنهاء إضراب عمال مستودعات الوقود، في الوقت الذي تتواصل فيه التظاهرات في مختلف المدن الفرنسية لليوم السابع احتجاجا على خطة إصلاح نظام التقاعد. وقال الرئيس ساركوزي إنه اصدر أوامره للشرطة لإزالة جميع الحواجز المتبقية عند مستودعات وقود فرنسية حاصرها محتجون بعدما اثر ذلك على الإمدادات في ثلث محطات التزود بالوقود في البلاد. جاء ذلك في وقت أكد فيه الاتحاد العام للنقابات العمالية في فرنسا أمس الأربعاء، ان عشرات المضربين لايزالون يحاصرون مستودعا رئيسيا للوقود بجنوب البلاد. وأضاف الاتحاد ''في الأسبوع الثالث من الاحتجاجات ضد سياسات الرئيس نيكولا ساركوزي'': ان المضربين منعوا الشرطة من الوصول الى المستودع الرئيس الذي يزود إمدادات الوقود لمطارات مدنية وعسكرية منها مطار يستخدمه حلف شمال الأطلسي. ويزود المستودع ''الذي حاصره عشرات المضربين الليلة الماضية''، المطارات المدنية في كل من مارسيليا ونيس وليون بالكيروسين وكذلك قواعد أورانج ودي ميليه وسالون دو بروفنس العسكرية. وياتي هذا الإعلان بعد ان قال وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتفو إن الشرطة فكت الحصار الذي فرضه المضربون على ثلاثة مستودعات رئيسة، محذرا من ان قوى الأمن لن تترك ''الرعاع بلا عقاب''. يشار الى ان مواجهات وقعت أول أمس الثلاثاء بين شبان وقوات الأمن في ضواحي باريس وفي ليون (وسط شرقي). وأضاف الوزير ''خلال اسبوع تم توقيف ما مجموعه 1423 مخرب، ووقع الف منهم قيد الحجز الاحتياطي'' بينهم 149 تمت إحالتهم على القضاء. وحذر اورتوفو ''رسميا الأفراد الذين يريدون تاجيج الكراهية واستفزاز قوات الامن ومنع التعبير الديمقراطي'' قائلا ''لا نسمح ولن نسمح لهم بذلك''. وأضاف ان قوات الأمن ستواصل ''فك الطوق كلما كان ذلك ضروريا، عن مستودعات'' المحروقات التي يعيق مضربون الوصول اليها. وتم رفع الطوق عن ثلاثة منها ليلا. ويرأس الوزير لجنة ازمات وزارية تم تفعيلها الاثنين لمواجهة شح المحروقات في فرنسا. وفي يوم التعبئة الوطنية السابع ضد هذا المشروع منذ سبتمبر، تظاهر 1,1 مليون شخص بحسب الشرطة و3,5 ملايين متظاهر بحسب النقابات. يذكر انه بموجب القوانين الحالية، يمكن للرجال والنساء التقاعد مع بلوغ 60 عاما بشرط أن يكونوا قد دفعوا مساهمات في الضمان الاجتماعي لمدة 40 عاما ونصف ولا يحق لهم الحصول على معاش كامل إلا بعد بلوغ 65 عاما. ووفقا لمشروع الإصلاح ، فإنه سيتم رفع سن التقاعد إلى 62 عاما وزيادة فترة المساهمة المطلوبة في الضمان الاجتماعي إلى 41 عاما ونصف وسن الحصول على المعاش إلى 67 عاما. ويرى معارضو ساركوزي أنه بعد فشله اقتصاديا يسعى للتأثير على نمط معيشة الفرنسيين عبر إصلاحات مجحفة بحق الأشخاص الذين بدأوا العمل مبكرا ، كما أنه يحاول بشتى الطرق استقطاب أصوات اليمين المتطرف ولذا فإنه أصر مؤخرا على حظر النقاب وتجريد المهاجرين من الجنسية الفرنسية في حال شاركوا بأعمال عنف.