في جلسة شعرية حميمية أضفت جمالا ورونقا على فضاء قاعة حاج عمر بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، إثر أمسية شعرية نظمت على هامش فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للمسرح، قرأ الشاعر توفيق ومان، رئيس الرابطة الوطنية والمغاربية للشعر الشعبي، مقاطع شعرية من آخر ما جادت به قريحته منها ''كي كنت صغير''، ''ما عدتش نكافي''، ''مالك يا جبل مالك''. وبصوته الشجي المتميز قرأ الشاعر الشعبي أحمد بوزيان مجموعة من قصائده الجديدة الرائعة شنف بها آذان الجمهور الذي غصت به قاعة العرض. وبالمناسبة أوضح توفيق ومان أن الشعر الشعبي له علاقة مباشرة مع المسرح، فالشعر يكمل الحاجات الإبداعية الأخرى كما المسرح، مشيرا إلى تلك القصائد الشعرية التي ترجمت إلى نصوص مسرحية على غرار قصيدة ''حيزية'' للشاعر ابن ڤيطون التي حولت إلى عرض مسرحي شيق، ''متولي وشفيقة، بنت بن كريو، فاطمة الزعنونية الدواودية، سي محند ومحند، عبد الرحمان المجدوب'' وقصائد أخرى للأسف لم يتم استثمارها ولم تترجم بعد على ركح المسرح الجزائري. وأضاف ''المسرح، كما يوصف، أبو الفنون نظرا لما يحويه في رحمه من الأجناس الأدبية والأطياف الفنية التي تختزنها الذاكرة الإنسانية عبر العصور منذ العهد اليوناني مرورا بالمراحل التاريخية التي واكبت الحركة المسرحية عبر العالم''. وعليه، يقول ومان، أعتقد أنه ليس هناك فرقا بين المسرح والشعر الشعبي هذا اللون الأدبي الذي يروي قصصا حية ترصد حياة الفرد داخل المجتمع ويتابع السلسلة الحياتية لمجتمع ما من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية، مثل القصة والرواية وباقي الأجناس الأدبية المعروفة. كما استعرض الشاعر الشعبي توفيق ومان بعض النقاط الهامة التي ذكرها بالمملكة المغربية مؤخرا حول ''علاقة الشعر الشعبي بالقصة والمسرح''، أوضح خلالها أنه على الرغم من بساطة وسائل الحياة التي كان يعتمدها الإنسان البدوي وهو يهيم في شعاب الجبال وفي الصحاري العربية الشاسعة وراح ينظم قصائد تلامس واقعه المعاش، إلا أن أعماله بقيت خالدة خلود الزمن وأعيد استرجاعها من رحم الزمن لتستفيد منها الأجيال فيما، كونها أعمالا أدبية ذات قيم جمالية وأخلاقية. وما يمكن استخلاصه من كل ما سبق، يضيف توفيق، أن الشعر هو أساس المسرح.