اعتبرت شاعرات قديرات منهن الجزائريتان زينب لعوج وعمارية بلال والسورية مونيت عز الدين الخير، أنّ تظاهرة كالمهرجان الثقافي للشعر النسوي يشكّل فضاء للتعبير بالنسبة للنساء اللواتي يعشقن الكتابة الشعرية، وترى هؤلاء الشاعرات أنّ المرأة ''حتى وإن كانت كاتبة تحسّ بالراحة للتعبير في فضاء منظّم من طرف النساء وللنساء''. وقد ترك هذا المهرجان الذي انطلق يوم الأحد الماضي ويندرج من بين التظاهرات النادرة من نوعها، أثرا مكتوبا ويقدّم خدمات ثمينة للشاعرات اللواتي لم تتح لهن الفرصة للنشر فيلجأن إلى هذا المهرجان لنشر عينات من نصوصهن. وفي ثالث يوم لها أرست هذه التظاهرة حيوية وأجواء حميمية بالمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة حيث يجري القسط الأكبر من النشاطات الخاصة بهذا الموعد الثقافي السنوي، ووفّقت بالمناسبة الشاعرة الموهوبة المنحدرة من قالمة المعروفة لدى الجمهور باسم ''عدالة'' في تنشيط حصة للقراءات الشعرية ضمّت أسماء معروفة وأخرى غير معروفة من بينهن الشاعرة المغربية ليلى نسيمي التي قدّمت نصا رائعا. كما شكّل موضوع ''الفضاء المكاني في شعر المرأة'' محور تدخّل أغلب الأساتذة والنقّاد خلال فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الشعر النسوي في طبعته الثالثة والذي تحتضنه قسنطينة بين 10 و15 أكتوبر الجاري، وقد كان للشاعرة القسنطينية منيرة سعدة خلخال ومحافظة المهرجان الوطني للشعر النسوي حضورا بمسرح قسنطينة الجهوي من خلال التطرّق إلى نقد آخر ما جادت بها قريحتها من خيال وعشق للمدينة التي ترعرعت فيها. وكان موضوع ''المدينة'' هاجس الشاعرة حسب مداخلة الدكتورة منى بشلم التي ركّزت أساسا على تواجد المدينة في شعر خلخال، حيث عرجت الدكتورة بشلم على مساحات المكان وفضاءات المدينة التي أثرت على الخيال الشعري عند الشاعرة كامرأة مستشهدة بعديد الأمكنة المذكورة المميّزة بخصائصها الجمالية لما شكّلته من تاريخ المدينة. وقد تميّزت الجلسة الأولى بعرض ثلاث مداخلات حول الإبداعات الشعرية عند المرأة، حيث غاص الدكتور عثمان بدري في أول مداخلة في ذاكرة الأنثى متوقّفا عند العديد من المحطّات التي ميّزت النص الشعري النسوي، ومن جهتها تحدّثت الدكتورة أمنة بعلي في مداخلتها التي كانت تحت عنوان ''الفضاءات المتخيّلة في الشعر النسوي الجزائري'' عن استعمال المرأة للفضاءات المكانية في قصائدها مؤكّدة أنّ النص الشعري عند المرأة لا يمكن أن يخلو من وصف المكان خاصة وأنّ النساء عامة يلجأن للاستعانة بالفضاء المكاني كجسر وصل بين الماضي والحاضر مضيفة أنّ القصيدة الأنثوية بشكل عام تتأثّر كثيرا بالدراما خاصة في قصيدة النثر. من جهة أخرى، استقطب معرض لحلي التوارق والحلي القبائلية يقام على هامش المهرجان ببهو مسرح المدينة جمهورا غفيرا من الفضوليين والمشترين، أمّا معرض الكتاب حول المرأة المقام بالقاعة الشرفية للمسرح فلم يلق الإقبال الذي يستحقه مما جعل المنظمين يتأسّفون لذلك مشيرين إلى أنّهم وجدوا صعوبة كبيرة في جمع عديد المنشورات النسوية بالتعاون مع المكتبة الوطنية. وستتواصل هذه التظاهرة التي يتضمن برنامجها نشاطات عديدة ملحقة من خلال عرض مسرحي من إخراج الفنانة القديرة صونيا المديرة الحالية للمسرح الجهوي لسكيكدة.