تتواصل النشاطات الموازية في قاعة الحاج عمر وبهو المسرح الوطني الجزائري، التي استحدثتها محافظة مهرجان الجزائر الدولي للمسرح في الطبعات الماضية مثل فنون الكلام الذي يعنى بالتراث الشفوي المنقول عبر العصور، وكذلك فضاء ''صدى الأقلام'' الذي يواصل نشاطه تحت عنوان ''الأدب في ضيافة المسرح''. استضاف، أول أمس، الروائي عبد الرزاق بوكبة المشرف على الفضاء الأدبي المنظم على هامش المهرجان، شاعرين من شعراء الشعبي في الجزائر وهما رئيس رابطة الأدب الشعبي توفيق ومان من مدينة بسكرة وكذا الشاعر أحمد بوزيان القادم من مدينة الأغواط، هذا الأخير الذي قدم مجموعة من المقتطفات من ديوانه المسموع الأخير الذي أصدره بعنوان ''بابا مرزوق سيد مدافع المحروسة'' المتكون من 230 بيت شعري، والمستلهم من تاريخ الجزائر عبر الأزمنة الغابرة، هذا الشاعر المعروف بكتابته الشعر في نوعيه الشعبي والفصيح يحاول التوغل في تراث وثقافة الجزائر العميقة من خلال العديد من القصائد من النوعين. من جانبه، توفيق ومان رئيس رابطة الأدب الشعبي الجزائري و رئيس الرابطة المغاربية للأدب الشعبي والمعروف بقصائده الشعبية وتعلقه بكل ما له علاقة بالثقافة الشعبية الجزائرية، قدم مجموعة من القصائد الشعبية الغزلية على غرار ''يا شيخي يا كبير العشاق''، ''حرام أنا وحيد وأنت حية'' التي تتحدث عن الألم وفقدان الأمل الذي يعيشه شاب بعد ابتعاده عن الحبيبة، رغم أنها لا تزال على قيد الحياة، عكس ما اتفقا عليه وهو البقاء معا حتى تفرقهما الموت، كما اختتم الجلسة بقصيدة ''يا صياد'' الغزلية دائما. استمر من جانب آخر في بهو المسرح الوطني برنامج ''فنون الكلام'' الذي استحدثته محافظة المهرجان في الطبعة الحالية، والذي يعنى بالفنون الشفوية للتعبير المسرحي من مختلف أنحاء العالم كالقوال، البراح والحكايات الشعبية، وقد كانت جلسة الأمس مختلفة نوعا ما من خلال المزج بين الحكايات الشعبية الإفريقية التي قدمتها فرقة من الكونغو رفقة الآلات الموسيقية الخاصة بهم، ومجموعة من الفنانين الجزائريين بالآلات التقليدية الجزائرية أيضا كالقرقابو، البندير... والتي خلقت جوا مميزا تفاعل معه الحضور في بهو المسرح الوطني الجزائري.