حذرت السفارة الفرنسية بموريتانيا أمس رعاياها الفرنسيين المتواجدين في البلاد تطالبهم فيه بالتحلي باليقظة الشديدة وتجنب التنقل في الولايات الداخلية، وبشكل خاص إلي الصحراء الكبرى خلال الأيام المقبلة، ويعكس التحذير الذي وجهته الخارجية الفرنسية لجاليتها في موريتانيا وكذا المواطنين الفرنسيين الذين يزورون نواقشط والذي تم نشره أمس على موقعها الإلكتروني. مخاوف باريس تنفيذ عمليات ضد مواطنيها من قبل التنظيمات الإرهابية ردا على العمليات العسكرية التي تشارك فيها القوات الفرنسية والتي فقد فيها تنظيم القاعدة عددا من عناصره، وبررت السفارة هذا التحذير بالوضع الأمني في منطقة الساحل الصحراوي، حيث كانت قد شارك القوات الفرنسية الخاصة في عمليات عسكرية بالتعاون مع الجيش الموريتاني لتحرير الرهائن الخمس المختطفين من قبل ما يسمى تنظيم قاعدة المغرب شهر سبتمبر الماضي وجاء في البيان أن سفارة فرنسا ''لا تنصح بأي تحرك'' في المناطق التي قالت أنها حمراء، والتي تقع إلى الشرق من خط الربط بين -- شنقيط -- عيون العتروس -- بو ستايل. وجاء في البيان أن الفرنسيين الذين يريدون ''السفر إلى موريتانيا في أمر محتم يجب عليهم تسجيل مركباتهم لدى سفارة فرنسا، والتي بدورها تقوم بإبلاغ الشرطة الموريتانية التي تتولى مسؤولية أمن حياتهم''. وحذرت فرنسا رعاياها في موريتانيا، من المداومة في الساعات الإضافية، منبهة إياهم إلى ضرورة عدم السير على الأقدام وبتجنب الطرق الجانبية، مضيفة بعض المصادر، أن فرنسا قررت اتخاذ تدابير أمنية، لحماية وجودها في موريتانيا، المتمثل في السفارة والمركز الثقافي الفرنسي والثانوية الفرنسي والوكالة الفرنسية. يأتي هذا في وقت طالب فيه منتدى حول الإرهاب الذي نظم في نواكشوط بوضع ''شرعة وطنية'' موريتانية لمواجهة تهديد القاعدة في بلاد المغرب ، ودعا إلى ''الحوار مع المتطرفين'' الذين يقبلون بالاستسلام. وقالت الوثيقة النهائية التي نشرت في ختام هذا المنتدى الذي استغرق خمسة أيام أن ''المنتدى يوصي بوضع شرعة سياسية وطنية لمواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة''. وأوصى المشاركون في المنتدى أيضا ب ''إنشاء مركز لتدريس ثقافة الاعتدال'' وبوضع سياسة اجتماعية ''لضرب مصادر الإرهاب والتطرف عبر مكافحة الجهل والفقر والاستبعاد''. وطالب المشاركون في المنتدى من جهة أخرى ''بالحوار مع المتطرفين الذين يقبلون الاستسلام للسلطات قبل توقيفهمس. وأعلن وزير الدفاع الموريتاني حمدي ولد حمدي لدى اختتام أعمال المنتدى ''لن نتفاوض أبدا مع الذين يحملون السلاح ضد بلدهم، وعلى هؤلاء نرد بالسلاح''.