أمنوا بما أتاني الله؟ أمنوا بى؟ هكذا كان الأنبياء يقولون طوال الوقت؟ وأنا أقول لك الآن في هذا الوقت: حررّ نفسك وآمن بما لديك ؛ تكن نورانياً و رجل النهار الذي نحتاج إليه ؛ فشمس واحدة في السماء لا تكفى نريد شموس أخرى هنا ؛ أجل هنا على الأرض لتشرق على العالم . لمَ أنت ساكن دون حركة ؟ لمَ أنت مرتابٌ من كل حركة ؟ لمَ أنت يائس من كل حركة وضجرّ من كل حركة؟ إذا كنت بمثل هذه الصورة فأنت لا معنى لك في حجرتك؛ في بيتك؛ في حيّك؛ في هذا العالم الذي ينبض بالحياة أنت بلا نور أهون من بعوضة وتذكر دائما أن جوهر الوجود هو الحركة. لربماَ كنت تظن أن الاستسلام لعوائد نفسك شيء يدعك في سكّة الحياة ؛ ربما هو كذلك سيفوتك الكثير لتراه ؛ أو لتتخيله ؛ أو ليخطر على قلبك ألم تسأل نفسك يوما : أين أنا من هذا العالم ؛ وأين أنا في هذا العالم ؟ لو سألت سيجيبك كل شيء : وجدنا العالم لكنّا لم نجدك؟ قد تقول لي: لست وحدي فكل الناس في هذا سواء.؟ لا بأس ولكنى أخاطبك أنت ؟ فإذا كان هذا العالم الصغير الذي أذهلك وأوحشك ما هو إلا صورة صغيرة من نفسك الكبيرة ؛ فما ظنك بالناس؛ فدائما ما تفكر به هو ما يلهمك ولكن ما يصنعك رجلاً أو امرأة هي ما تصنعينه في الحقيقة ففكر بحرية ؛ وحريتك أن تفكر بما لديك لا بما لدى الناس . فإلى متى - يا صديقي - وأنت مقيّد ومعقد ؛ فحررّ نفسك تتحرر من كل شيء ؛ وحوّل كل فكرة إلى مادة ؛ إلى فعل . لم يمض الوقت بعد؛ لتكون نورانياً. الظلام شديد وحالك أليس كذلك ؟ لا تسألني من أين سيأتي النور ولكن ركزّ إلى يذهب ذلك النور؛ فالنور قد يأتي في كوكب بحجم الأرض وقد يأتي عبر كوة حقيرة. أين شموع العالم ؛ كلا لا تقل هذا بل قل : أين مصباحي لكي أضيء العالم ؟ أول درس في النورانية ؛ النوراني يبدأ حربه الأولى مع ذاته ؛ يعاركها معاركة الجبل العظيم ؛ لا يهم إذا ما خسرت أو ربحت في النهاية فذلك شيء ليس بعظيم ، الأكثر عظمة أنك تعبر عن وجودك وعن رغبتك الجامحة واللامتناهية في أن تكون على حقيقتك ؛ فحاول إذن أن تموت وأنت تنتصر أو وأنت تحاول ؛ فدائما حربك الأولى هي حربك الأخيرة .