دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول رهانات الجودة في التعليم العالي بسكيكدة إلى إنشاء مرصد ''ضمان الجودة'' على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وسيرافق هذا المرصد جامعات البلاد في وضع مؤشرات مرجعية لتكون بمثابة قاعدة وأساس بالنسبة للمعايير والمقاييس الوطنية لضمان الجودة حسب ما تم توضيحه أثناء قراءة التوصيات التي خرج بها هذا اللقاء الذي ضم يومي السبت والأحد جامعيين من الجزائر والأردن وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا. واعتبر المشاركون في هذا اللقاء، الذي اختتمت أشغاله أول أمس الأحد، أن مقاربة ضمان الجودة في الجامعات لا بد أن تشمل جميع المكونات المرتبطة بالنشاطات البيداغوجية والإدارية. وتضمنت توصيات الملتقى كذلك اقتراح تنصيب هياكل مستقلة لضمان الجودة على مستوى كل مؤسسة جامعية مع دعمها بنصوص قانونية تحدد دورها وأداءها إلى جانب إنشاء موقع على الواب موجه لنشر الممارسات الجيدة لنشاط التعليم والبحث. ومن جهة أخرى وخلال تقديمه مداخلة بعنوان ''الجودة في الجامعة: قضية الجميع'' لفت الدكتور عبد النور موساوي من جامعة قسنطينة الانتباه إلى أن جودة أو نوعية التعليم في الجامعة أصبحت في السنوات الأخيرة انشغالا ثابتا ودائما خاصة مع التعميم التدريجي لنظام ''أل أم دي'' (ليسانس- ماستر- دكتوراه) موضحا في هذا السياق أن هذا النظام يفرض انشغالا دائما لنوعية التعليم والبحث. واعتبر مداخلته إشارة للمؤسسات الجامعية الجزائرية وإلى الوصاية من أجل وضع تعريف واضح لسياسة الجودة لكي يصبح مسعى الجودة دائما. ويهدف هذا الملتقى المنظم من طرف كونسورسيوم لجامعات شرق البلاد (سكيكدة، تبسة، أم البواقي، قالمة وورقلة) إلى ضمان رؤية واضحة للتقييم بالنسبة للأسرة الجامعية وضمان شفافية العمل للتحسين والتجديد والضبط وتغيير الممارسات البيداغوجية. وتم على هامش الملتقى الدولي التوقيع على اتفاقية تعاون بين جامعة سكيكدة ونظيرتها ل كالابري (جنوب إيطاليا)، حيث أفاد مولود بلعشية نائب رئيس جامعة 20 أوت 1955 والمكلف بالبيداغوجيا. أن هذه الاتفاقية تتمثل بالأساس في وضع حجر الأساس للتعاون في مجالات عدة على رأسها الصناعات البيتروكيميائية كتخصص جديد دخل هذه السنة بجامعة سكيكدة وعلى اعتبار أن الولاية تملك قاعدة صناعية كبرى. أما المجال الثاني الذي سيتم فيه التعاون بين الجامعتين، حسب نفس المصدر، سيشمل مجال إعادة تهيئة العمران والبنايات القديمة على اعتبار أن إيطاليا تزخر وتتميز بآثار قديمة وكذلك ببنايات عريقة. وسيخص التعاون كذلك مجال الصناعات الغذائية والعمل على تطويرها خصوصا وأن جامعة سكيكدة تتواجد في محيط فلاحي وهي مبنية على أساس المدرسة الفلاحية القديمة المتواجدة منذ عهد الاستعمار حسب ما أشار إليه نفس المصدر. وتنص الاتفاقية كذلك نزولا عند رغبة الإيطاليين على إرسال أساتذة من جامعة سكيكدة لتدريس اللغة العربية بجامعة كالابري الإيطالية بهدف الاضطلاع على الإرث والحضارة الجزائرية مقابل الاتفاق كذلك على تعليم اللغة الإيطالية بمركز تكوين اللغات المكثف بسكيكدة حسب ما أوضح بلعشية. وتهدف هذه الاتفاقية بالدرجة الأولى إلى التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين فيما أبدى الطرف الإيطالي تحمسه لهذه الاتفاقية التي ستجمع بين الجامعتين الجزائرية والإيطالية معبرين عن أسفهم لتأخر توقيع مثل هذه الاتفاقية من قبل.