ضرورة الاعتماد على معايير الجودة والنوعية في التعليم العالي أكّد الدكتور يوسف بركان من جامعة سطيف، خلال المداخلة التي ألقاها أوّل أمس في الملتقى الدولي حول ''رهانات ضمان الجودة في التعليم العالي''، التي تجري فعالياتها بجامعة 20 أوت ,55 والمعنونة ب''ضمان النوعية في مؤسسات التعليم العالي بالجزائر''، أكد على أنّ قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر يواجه رهانات داخلية وخارجية قوية فيما يتعلّق بنوعية التكوين الجامعي ومدى نجاعته ومسايرته للاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية. فعلى المستوى الداخلي أشار الدكتور إلى أنّ القطاع الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر، ما يزال يعتقد أنّ مستوى الإطارات الجامعية ومؤهلاتهم لا تتماشى أحيانا مع تطلّعاتهم، ومنه فالمشكل الكبير الذي يواجه الجامعات الجزائرية اليوم هو مشكل سوق العمل، على أساس أنّ عددا كبيرا من المتخرّجين من الجامعة يعيشون في بطالة قاتلة. متطرقا في نفس الوقت إلى التناقض الموجود بين الواقع الذي تواجهه الإطارات الجامعية وواقع قطاع الشغل الخالي من الكفاءات الجامعية. وفي هذه النقطة أكّد المتدخّل بأنّ نوعية التكوين المقدّم في الجامعات الجزائرية نوعي ويتماشى والاحتياجات الحقيقية لكلّ القطاعات الاجتماعية الاقتصادية. أمّا على المستوى الخارجي، فيرى الدكتور أنّ متطلّبات المنافسة العالمية المبنية على الكفاءة والاختراع، خلقت تكوينا نوعيا عالي الجودة شجّع على هروب الأدمغة إلى ما وراء البحر... وفيما يخص نوعية التعليم العالي في الجزائر، وكذا ميكانيزمات التقييم والتقويم والمتابعة، فقد اعتبرها الدكتور يوسف بركان من العناصر الأساسية للتقدّم الاجتماعي والاقتصادي الوطني، بل أكثر من ذلك، فإنّ تلك النوعية تمكّن نظام التعليم العالي بالجزائر من أن يتبوأ مكانة على الصعيد العالمي. مؤكّدا في نفس الوقت، على ضرورة الاعتماد على معايير الجودة والنوعية في التعليم العالي، وهذا من أجل تقديم تكوين عال يتماشى والتحديات العالمية يجعل الشهادات الجامعية الجزائرية معترفا بها في كلّ دول العالم. أمّا عن الإصلاحات التي مسّت قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من 1999 إلى 2008 والتي مكّنت من اعتماد نظام ''أل.أم.دي'' في الجزائر، فقد شدّد المتدخّل أيضا على ضرورة الاعتماد على الجودة والنوعية بما يتوافق والمعايير القياسية في مجال التعليم والتكوين والتسيير والبحث والتقييم، لهذا أصبح من الحتمية بمكان على مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، الاهتمام بالتقويم والاعتماد الفعلي على نظام ضمان النوعية، من خلال إنشاء خدمات جديدة ووحدات للمتابعة وتحليل النوعية داخل المؤسسات الجامعية، مع تجسيد ذلك ميدانيا والانتقال بالتعليم الجامعي الجزائري إلى العالمية-.