نفى رئيس الجمعية الجزائرية لزراعة الأعضاء، البروفسور شاوش حسين، الأرقام المقدمة من قبل بعض الأطراف التي تروج إلى وجود 10 آلاف متبرع، وأوضح أن هؤلاء الأشخاص غير مسموح لهم بتقديم مثل هذه التصريحات باسم الجمعية. ودعا رجال الإعلام إلى تفادي نقل تصريحاتهم، واستقاء المعلومة من مصدرها الرئيسي ومن أشخاص حققوا الكثير في مجال زراعة الأعضاء على المستوى الوطني. وأكد موّضحا، في تصريح خاص ل ''الحوار'' على هامش الملتقى الثاني للجمعية الجزائرية لزراعة الأعضاء، يوم الخميس الماضي، أنه قد تم التركيز على الالتهابات التي ترافق عملية الزرع، وأن هذا النوع من الالتهابات لا يقتصر على الجزائر فقط وإنما يطرح على المستوى العالمي. وتباحث الأساتذة والأخصائيون المشاركون في الملتقى، طرق مكافحتها والوقاية منها أو على الأقل التقليل من عددها ومن خطورتها على المرضى الخاضعين لعملية الزرع، فهدفنا ترقية الحالة الصحية للإنسان وليس دهورتها، حسب محدثنا. فالمريض بعد خضوعه لعملية الزرع يوصف له نوع معين من الأدوية التي تقوم بإضعاف الجهاز المناعي للجسم من باب تجنب أية مقاومة أو رفض للعضو الجديد المزروع حديثا، وتدعى هذه الأدوية ب ''immunosuppresseurs ''، ما يسهل إصابة المريض بالميكروبات والفيروسات إذا ما تعرض لها. وعن أنواع عمليات زرع الأعضاء المتوفرة في الجزائر، عدّد البروفسور شاوش، كل من زراعة الكبد، الكلية، قرنية العين، والنخاع العظمي. وكشف محدثنا في رده على سؤالنا حول مستقبل زراعة الأعضاء في الجزائر وإنشاء بنك الأعضاء المعلن عنه من قبل وزير الصحة السابق سعيد بركات، أن هناك مشاريع لإدراج كل من زراعة الرئة والبنكرياس، وأن الأعمال والبحوث والدراسات قائمة في هذا الصدد، حيث يتم زراعتها انطلاقا من متبرعين متوفين، فالمتبرع الحي يمكنه أن يتبرع بجزء فقط من كبد وبكلية واحدة فقط، أما الرئة والبنكرياس فيجب أن تأخذ من جسم شخص متوفى. أما بنك الأعضاء، فقال إنه يخص القرنيات والأنسجة والنخاع العظمي وحسب، ولكن ليس للكلى والكبد التي تتلف بسرعة. وقال البروفسور إن الجزائر لا زالت تعرف فراغا قانونيا نوعا ما في مجال السماح للزوج بالتبرع بأحد أعضائه لزوجته. وأضاف أن عدد عمليات الزرع المجرات في الجزائر منذ سنة 1986 تاريخ إجراء أول علمية زرع بقدر بحوالي 400 عملية إلى حد الآن، بمعدل 150 عملية زرع كلى في السنة. واقترح في إجابته على سؤالنا الخاص ببطاقة المتبرع بالأعضاء، أن يتم بدلا من إطلاقها، إطلاق بطاقة أخرى ''بطاقة رفض التبرع'' تحمي حاملها في حال وفاته من أن يتم المساس بأحد أعضاء جسمه، ويجب تدعيمها بسجل الرف، وبالتالي جميع من لا يحمل هذه البطاقة يمكن أن تستغل أعضاه لإنقاذ حياة الآخرين. من جهته أشار البروفيسور نبيل دبزي المختص في أمراض الكبد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا وعضو في الشركة الجزائرية لزرع الأعضاء، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الالتهابات تشكل السبب الأول للوفاة خلال زرع الكلى أو الكبد، فالمخابر لا تكون دائما مجهزة بالأجهزة اللازمة خلال إجراء عمليات الزرع. ويعتبر هذا المختص الذي أكد أن عملية زرع الكبد تشهد تطورا معتبرا فيما يتعلق بالتكفل بأمراض الكبد أنه أصبح من الضروري الحصول على أدوات كشف ذات جودة كتقنيات بيولوجيا الجزيئات لأن الأدوات التقليدية لم تعد صالحة.