ألح رئيس الجمعية الجزائرية لزرع الأعضاء البروفسور حسين شاوش، على ضرورة الاهتمام والاستماع للمختصين في زرع الكلى من طرف الوصاية حتى يتمكنوا من تسطير المنهج الذي يتبع لإنجاح مثل هذه العمليات مع ضرورة تجسيد المشاريع المسطرة في المجالس العلمية. أكد البروفسور شاوش على هامش المؤتمر الأول من نوعه الذي نظمته الجمعية حول زرع الأعضاء أول أمس على أن العملية لا تلبي كافة متطلبات المرضى المتزايدة مرجعا ذلك لعدة أسباب من بينها ذكر المتحدث ضيق الفضاء المخصص لهذا الغرض على مستوى المصلحة المختصة في هذا الشأن على مستوى مستشفى مصطفى باشا الجامعي كونها المصلحة المرجعية وكذا فقدان بعض الأدوية أو نقصها في بعض الأحيان ، فضلا عن عدم تشجيع الكفاءات ودفعها للعمل أكثر سيما وأن الجزائر حققت نجاحا في هذا الاختصاص . وكما أكد رئيس الجمعية أن هذا المؤتمر جاء لتحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء من أجل انقاد حياة المريض، مع تقديم بعض التجارب المجسدة في مختلف المستشفيات عبر الوطن مع تقييمها من طرف الخبراء والمختصين . من جهته، أشار الأستاذ المساعد أحمد نخلة من ذات المصلحة إلى أن التبرع بالأعضاء غير مسموح به إلا لأفراد الأسرة الواحدة وعادة ما يكون أحد الوالدين أو الأب أو الأخ بينما لا يحق للزوج أن يتبرع بعضو لزوجته، داعيا في هذا الصدد إلى تعديل القانون المحدد للتبرع بالأعضاء البشرية ، ويعني ذلك توسيع حلقة المتبرعين في العائلة الواحدة أي السماح للزوج أو زوجة مثلا التبرع بالأعضاء لشريكه. يذكر أن الجزائر تسجل سنويا حوالي 4500 حالة جديدة من مرضى القصور الكلوي المزمن فيما يتراوح عدد المصابين بمختلف الأمراض التي تصيب الكلى ما بين 5 إلى 6 ملايين شخص أما عدد المصابين بالقصور الكلوي يقدر ب 13 ألف مصاب، وبحسب الإحصائيات المتوفرة لدى الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى أكد البروفسور طاهر ريان أن توقعات 2010 تؤكد انتظار 20ألف مصاب بالقصور الكلوي في حاجة إلى تصفية دم مما يسمح بمضاعفة العدد إلى 80 ألف بعد 10سنوات . أما عن التكلفة المادية فتكلف عملية تصفية واحدة الدولة أكثر من 8000 دج لتصل في بعض الحالات إلى 10000 دج، وهي تكاليف تشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة فالحل يكمن في زراعة الكلى فحسب الإحصائيات الرسمية، فقد تم زرع نحو 773 كلية بالجزائر، واستحوذت مصلحة الجراحة الصدرية وجراحة الأوعية وزراعة الأعضاء لوحدها بحسب رئيس المصلحة البروفسور شاوش على حصة الأسد أي 132 عملية من سنة 2003 إلى غاية 2009 بمعدل 35 إلى 40 عملية سنويا، وهي أرقام لم تصل بعد إلى المقاييس الدولية و توصيات المنظمة العالمية للصحة التي تحدد 6 عمليات زرع لكل مليون ساكن في حين لم تصل في الجزائر إلا 3.5 عملية لكل مليون ساكن، كما تكلف عملية الزرع كذلك أموالا باهظة حيث أن عملية واحدة لزرع الكلى في الجزائر تكلف أكثر من150 مليون سنتيم . وبخصوص نجاح عمليات الزرع يؤكد رئيس وحدة التشخيص على مستوى ذات المصلحة الدكتور عبد السلام لعريبي، أنها تتعدى 95 بالمائة بدليل أن عدد الوفيات لم يتعد 2 من بين 450 حالة أجريت لها عملية زرع الكلية مما يؤكد بأن المختصين في الجزائر لا يختلفون عن نظرائهم في الدول المتقدمة.