من المنتظر أن يحل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالجزائر للمشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 حسب ما أفادت به جريدة افريقيا اليوم المصرية. وتكتسب زيارة موسى إلى الجزائر أهمية خاصة، إذ تعد أول زيارة له للجزائر بعد الأزمة الكروية بينها وبين مصر، وقال مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية نقلا عن ذات المراجع إن ''موسى سيوقع عند وصوله إلى تونس مذكرة تفاهم بين الجامعة العربية مؤسسة ''جيترو'' لتنشيط التجارة الخارجية اليابانية، كما سيلتقي وزير الاقتصاد الياباني أكاهيرو أوهاتا ووزير الخارجية الياباني''. ويصف المتتبعون هذه الزيارة بالأولى من نوعها عقب الأزمة الكروية والتي سرعان ما أصبحت أزمة سياسية بين البلدين أين حاول عمرو موسى التوسط بين الجزائر ومصر، إلا أن المسؤولين في البلدين اعتذروا عن قبول هذه الوساطة، خاصة وأن مصر أصرّت مصر على اعتذار رسمي وعلني من طرف الحكومة الجزائرية قبل أي وساطة، فيما ردت الجزائر على عمرو موسى بالقول إنها غير معنية بالأزمة المصرية، وأنه لا يوجد أي سبب يدعو للتوسط بين البلدين''. وقد عرض موسى وساطته على مراد مدلسي، غير أن هذا الأخير أشار إلى أحقية الجزائر في الحصول على الاعتذار وليس العكس، وأن الحكومة الجزائرية لم تقم بأي خطوة سلبية تجاه مصر تجبرها على الاعتذار، في إشارة إلى الحملة السياسية والإعلامية المصرية ضد الجزائر شعبا وقيادة، في الوقت لذي التزمت فيه الحكومة الجزائرية الصمت والهدوء والحكمة. وورد نقلا عن الصحف المصرية اتهاما من أطراف مصرية للجزائر بمحاولة تجريد القاهرة من منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، وذلك بطرح قضية تدوير الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال قمة الجامعة طرابلس في 27 مارس الماضي . وقالت مصادر دبلوماسية مصرية وعربية، إن بعض العواصم قامت بالفعل بإبلاغ طرابلس بأنها تريد طرح الأمر على جدول أعمال القمة وأن مشاورات تجريها ليبيا، الرئيس القادم للقمة العربية، لتحديد ما إذا كان الموضوع سيشكل نقطة ضمن الأجندة الرسمية للقمة العربية المقبلة، خاصة أن الجزائر كانت صاحبة المقترح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من طرحه في قمة الجزائر الملتئمة سنة 2005 مضيفة أن بلورة موقف وصيغة نهائية بخصوص إحياء مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية والذي أضحى مطلبا شعبيا، يقف وراءه كل الجزائريين على اعتبار أن الأزمة الأخيرة بين البلدين أظهرت أن مصر تستثمر في بعض الأدوار التي مكنتها منها الدول العربية عن طيب خاطر. وقد ولدت الأزمة الكروية على خلفية تأهل الفريق الوطني إلى مونديال جنوب إفريقيا على حساب الفريق المصري حملة إعلامية شرسة لضرب الجزائر، إذ لم تكتف بما شنته من قبل فضائيتها من إساءة كبيرة للشعب والحكومة والشهداء، بل حتى من أعلى قيادييها على غرار وزير الثقافة المصري إضافة إلى نجلي الرئيس المصري حسني مبارك.