شارك الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الاثنين في القمة الفيدرالية العالمية التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور زعماء أوروبيين وأفارقة، متحديا بذلك المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بمزاعم إبادة جماعية بإقليم دارفور المضطرب. ووافق البشير على المشاركة في القمة عقب تلقيه دعوة رسمية من رئيس وزراء إثيوبيا ميلس زيناوي، ورافق الرئيس السوداني وفد ضم وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ووزير الخارجية على كرتي. وشارك في هذه القمة عدد من الرؤساء الأفارقة، منهم رئيس بتسوانا إيان خاما، وتوجو فور جناسينكبى، ونيجيريا جودلك جوناثان، وزيمبابوى روبرت موغابي، بالإضافة إلى عدد من الدول الأوروبية التى تعتمد النظام الفيدرالى فى الحكم.وتناقش القمة الفيدرالية كنظام للحكم على مستوى العالم والاستماع لتجارب الدول التي تعمل بها.ومن المقرر أن يتوجه البشير بعد غد الأربعاء للمشاركة في أعمال قمة في زامبيا وزيارة السنغال في فيفري المقبل. واستبق مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو القمة بالتأكيد ان الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت هذه المحكمة مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، سيعتقل في النهاية وسيمثل امام القضاء. وقال اوكامبو بعيد اجتماع عقد في نيويورك: ''قد لا يكون في الإقامة الجبرية في منزله الا انه في الإقامة الجبرية في بلاده''، مضيفا ''عندما يخرج يرافقه نصف سلاح الجو لانه يعرف انه قد يعتقل''. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت بحق الرئيس السوداني في مارس 2009 مذكرة توقيف دولية، بتهمة التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور الواقع في غرب السودان. وأضافت المحكمة هذه السنة تهمة ارتكاب أعمال إبادة إلى الرئيس السوداني. وقام الرئيس السوداني خلال الأشهر القليلة الماضية برحلات الى دول عدة في تحد واضح لقرار المحكمة الجنائية، حتى انه زار كلا من تشاد وكينيا مع ان هاتين الدولتين وقعتا على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية. ويرفض الاتحاد الإفريقي التهم الموجهة إلى البشير. من جهة أخرى أكد السفير روبين بنجامين، ممثل حكومة جنوب السودان في القاهرة أن الانفصال هو خيار شعب جنوب السودان الوحيد في استفتاء جانفي المقبل، وأن الانفصال واقع لا مفر منه. ونقلت صحيفة ''المصري اليوم ''المستقلة عن بنجامين القول في كلمته أمام مؤتمر العلاقات المصرية - السودانية، الذي ينظمه معهد الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة: ''الانفصال لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، لأننا سنقتسم حصتنا مع شمال السودان، ولن نقترب من حصة مصر، فنحن مدركون تماما حاجة مصر للمياه''. بالمقابل انتقد السفير سمير حسنى، مدير إدارة أفريقيا والتعاون العربي - الأفريقي بجامعة الدول العربية، الدول العربية بسبب انفصال الجنوب المحتمل الشهر المقبل، وقال: ''يفصلنا أقل من شهر على تقرير مصير جنوب السودان، والجميع يبكى الآن على اللبن المسكوب في حين لم تقم الكثير من الدول العربية بدورها للحفاظ على وحدة السودان''. وعلى الجانب السوداني الشمالي، أكد السفير الطيب أبو القاسم، القائم بأعمال سفارة السودان في القاهرة، أن حكومته تعمل بكل جهد للحفاظ على وحدة السودان حتى آخر ثانية قبل إجراء الاستفتاء.