أعلنت مجموعة دول الساحل والصحراء، بما فيها تشاد، أول أمس الخميس، في نجامينا، دعمها للرئيس السوداني عمر البشير، رافضة الدعوات إلى توقيفه و''كل اتهامات'' المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة· وأكدت المجموعة في إطار قمة في العاصمة التشادية، أنها قلقة حيال الوضع في إقليم دارفور (غرب السودان) الذي يشهد حربا أهلية منذ العام 2003 تخللتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة نسبتها المحكمة الجنائية الدولية إلى البشير وأصدرت مذكرتي توقيف بحقه· وقال الأمين العام للمجموعة، محمد المدني الأزهري، في افتتاح القمة إن ''دارفور (غرب السودان) ما زال مصدرا للقلق· إن مجموعة (سين-صاد) ترفض كل الاتهامات ضد الرئيس البشير''، مضيفا أن ''هذه الاتهامات لا تساهم في تحقيق السلام في هذا الإقليم السوداني''· وكان الرئيس التشادي، إدريس ديبي، دعا في وقت سابق دول مجموعة الساحل والصحراء (سين-صاد) إلى دعم عملية الدوحة للتفاوض حول السلام في دارفور (غرب السودان) التي ترعاها قطر والإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة· وقال لدى افتتاح قمة دول الساحل والصحراء: ''أريد أن أحيي هنا الدور الذي تلعبه منظمتنا الإقليمية الفرعية في تعزيز السلام في قارتنا''· وأضاف أنه ''يجب علينا في هذا الإطار تقديم الدعم لعملية الدوحة· وفي ما يخصني أدعو كافة الأطراف (المعنية بالمفاوضات) إلى الانضمام إلى عملية الدوحة بهدف إيجاد حل سلمي عادل ودائم'' في دارفور· وكان رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، حذر أول أمس الخميس من أن قرار المحكمة الجنائية الدولية إضافة تهمة الإبادة إلى التهم الواردة في مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني ''قد يطال جهود السلام الرامية إلى تعزيز العملية الديموقراطية (في السودان) وتسوية النزاع في دارفور''، معربا عن ''أسفه الشديد'' لهذا القرار· وأضاف أن مجلس الأمن الدولي مدعو إلى العمل على ''تسوية هذه الأزمة لأن الوضع في دارفور قد يتفاقم''، ما يعرض للخطر ''الوضع في السودان والمنطقة برمتها''· وجاءت هذه المواقف الداعمة للبشير بعدما تكثفت الدعوات منذ الأربعاء لتوقيفه خلال زيارته التي بدأها لتشاد بعد ظهر اليوم نفسه، وهو أول بلد يزوره منذ العام 2009 يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية· وبعد ظهر أول أمس الخميس، حضت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ''تشاد على الوفاء بالتزاماتها في إطار القانون الدولي''، ودعتها إلى ''توقيف وإحالة من تتهمهم المحكمة الجنائية الدولية''· وصدرت دعوات مماثلة الأربعاء من منظمات غير حكومية ومعارضين تشاديين، وكذلك من منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية· وقال مكسيم ناغيلم، الناشط التشادي دفاع عن حقوق الإنسان، إن ''تشاد تثبت أنها تؤيد الإفلات من العقاب من خلال ترك البشير يأتي إلى نجامينا'' للمشاركة في القمة· وقال: ''لا نستطيع أن نصادق على معاهدات ثم ندوسها بالأقدام''، معربا عن تأييده اعتقال البشير· من جهتها، أعلنت الولاياتالمتحدة، أول أمس الخميس، أنها تدعم تحسين العلاقات بين تشاد والسودان، مشيرة إلى أنها تتفهم سبب عدم اعتقال نجامينا الرئيس السوداني· وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، أن دبلوماسيا أمريكيا بحث مع عدة زعماء أفارقة موضوع زيارة البشير، وأشار إلى أن تحسن العلاقات بين الخرطوم ونجامينا هو ''تطور إيجابي''، مضيفا أن ''تحسن العلاقات بين تشاد والسودان سيكون له تأثير إيجابي على الأرض بما في ذلك في دارفور''· ومنذ الأربعاء، أعلنت تشاد التزامها بموقف الإتحاد الإفريقي عدم التعاون مع مذكرة الجنائية الدولية بحق البشير، كما أكد وزير الخارجية التشادي موسى فقي محمد·