رفعت السلطات الموريتانية حالة الاستنفار العسكري والأمني في جميع أنحاء البلاد وخاصة المحافظات الحدودية التي تشهد حركة غير معهودة للقطاعات العسكرية في ظل توقع عمليات مسلحة يقوم بها ''تنظيم قاعدة المغرب''. وأعلنت حالة الاستنفار القصوى ليل السبت في الوحدات العسكرية بولاية الحوض الشرقي (مدينة النعمة)، حيث أطلقت صفارات الإنذار، وسط معلومات عن رصد تحرك لسيارات اقتربت من الحدود الشرقية للبلاد وتحمل مسلحين ينتمون ل القاعدة . ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، حيث قام بنقل وحدات قتالية من شمال البلاد لتعزيز الوضع العسكري في المناطق المواجهة لما يعرف ب صحراء القاعدة . وكثف الطيران الحربي طلعاته الاستطلاعية في ولايات الجنوب والشرق، وفرضت قوات الجيش تفتيشاً صارماً في جميع أنحاء المحافظات الجنوبيةوالشرقية. وفي جنوب البلاد (ولايات الترارزة، وغيدي ماغة، وسيليبابي) تواصل وحدات الجيش تمشيط الحدود الجنوبية للبلاد بحثاً عن مسلحين من القاعدة. ولا تستبعد مصادر أمنية أن يحرك الفرع المغاربي للقاعدة بعض عناصره المسلحة من صحراء مالي للدخول إلى موريتانيا ومناوشة الجيش لتخفيف الضغط على عناصر التنظيم الذين يتعرضون للمطاردة منذ فشلهم في تنفيذ عملية كبيرة بنواكشوط شاركت فيها ثلاث سيارات. وقال مصدر مطلع في تصريحات إعلامية إن العملية التي فشلت إثر تدمير الجيش لمفخخة الأربعاء الماضي، تمت بمشاركة قيادات بارزة في التنظيم بينها من يوصفون ب الجيل الأول الذي التحق بالتنظيم. إلى ذلك، قالت ''وكالة نواكشوط للأنباء'' إن الدرك الموريتاني سلم إلى إدارة أمن الدولة (الاستخبارات) ثلاثة مشتبه فيهم للتحقيق بشأن انتمائهم للقاعدة، والثلاثة هم: مغربي يدعى عمر وموريتانيان، أحدهما يدعى المصطفى ، والثاني يدعى أبي . وأوضحت أن المشتبه فيهم الثلاثة أوقفوا الخميس الماضي بعد الاشتباه في سفرهم عدة مرات إلى مالي المجاورة، والعثور بحوزة أحدهم على منظار ليلي، وحاسوب يحوي معلومات عن بعض الأسلحة وطرق استخدامها. في هذه الأثناء أفاد مصدر عسكري موريتاني أن أحد عنصرين مفترضين من القاعدة في المغرب كان البحث جاريا عنهما منذ ثلاثة أيام، انتحر بتفجير نفسه وتم اعتقال الآخر. وقال المصدر إن ''الجيش نجح في تحديد مكانهما وطوقهما في غابة صغيرة'' بمنطقة نهر السنغال (جنوب موريتانيا) ''ولكن أحدهما فجر نفسه قبل اعتقاله''، واعتقل الآخر ''بدون مقاومة كبيرة''. وقد توارى الرجلان اللذان قتلا دركيا كان يلاحقهما، منذ فشل تفجير سيارة مفخخة الأربعاء في نواكشوط فجرها الجيش عند مشارف العاصمة. وقال الجيش إن الأشخاص الثلاثة الذين كانوا على متن السيارة ''هم إرهابيون'' وقد قتلوا على بعد 12 كلم إلى جنوبنواكشوط بانفجار صاروخ أطلقه الجيش وأدى أيضا إلى جرح ثمانية عسكريين.