أعلنت مصادر أمنية مالية أمس اعتقال موريتانيين اثنين على علاقة بتنظيم قاعدة المغرب، أحدهما عضو ضالع في محاولات سابقة لتنفيذ اعتداءات في موريتانيا. وأوضحت المصادر أن اعتقالهما جاء نتيجة تعاون بين فرنسا ومالي وموريتانيا، وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن أحد الرجلين المعتقلين ''ينتمي رسميا إلى تنظيم قاعدة المغرب''، موضحة أنه كان ضالعا في محاولات اعتداءات في نواكشوط أحبطها الجيش الموريتاني الأسبوع الماضي. وكان الجيش الموريتاني قد فجر الأربعاء الماضي على مشارف العاصمة الموريتانية سيارة مفخخة دخلت مع سيارتين أخريين إلى موريتانيا من مالي قبل عدة أيام. وقد قتل ثلاثة أشخاص كانوا على متن السيارة وجرح ثمانية عسكريين. في هذه الأثناء شجع وزير التعاون الفرنسي هنري دو رينكور أمس موريتانيا على ''عزمها'' التصدي ''بشجاعة'' لتنظيم قاعدة المغرب، وحث في نواكشوط الجالية الفرنسية على اعتماد الحيطة والحذر. وقال بحضور وزيرة الخارجية الموريتانية الناهة بنت مكناس التي استقبلته بعد وصوله إلى نواكشوط ''إن الحكومة الفرنسية ممتنة جداً للرئيس محمد ولد عبد العزيز وحكومته على الأعمال الشجاعة جداً اللذان قاما بها'' من أجل الأمن والديمقراطية في الساحل. وتهدف زيارته أيضا إلى طمأنة الجالية الفرنسية باهتمام باريس بأمنها وذلك بعد الاعتداءات التي أفشلها الجيش الموريتاني الأسبوع الماضي، وكان أحدها يستهدف على ما يبدو سفارة فرنسا. وفي مقر السفارة وأمام حوالى 300 فرنسي من أصل أربعة آلاف فرنسي يعيشون في نواكشوط بشكل أساسي، أشار الوزير الفرنسي إلى ''العمل المميز الذي قامت به السلطات الموريتانية أمام محاولة زعزعة بلدها''. وقال إن السلطات الموريتانية ''عازمة على التصدي للإرهاب وهي مقتنعة بأن عصابات تنظيم قاعدة المغرب لا يمكن أن تستمر في تهديدها الشعوب التي تعيش في موريتانيا كما لا يمكنها أن تستمر في إعاقة تنمية بلدها''. ودعا الفرنسيين إلى ''اعتماد أقصى درجات الحيطة والحذر''، مضيفاً أن ''تنظيم قاعدة المغرب يستهدف بشكل أساسي الجالية الفرنسية في الساحل. وقد تم التأكد من هذا التهديد بوضوح''. ووصل دو رينكور أمس إلى نواكشوط، المحطة الأولى في جولة إفريقيا ستقوده اليوم إلى واغادودو. وتهدف هذه الزيارة إلى تكثيف النمو الاقتصادي على خط مواز مع التصدي للإرهاب في غرب إفريقيا.