منذ أن تولى '' أولمرت '' مهام منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي والأحداث تزداد دموية فالقضية التي نحن بصددها بدأت أحداثها منذ وعد بلفور الذي أعطى بموجبه من لا يملك لمن لا يستحق فلن أتناول هنا القضية بالشرح والتحليل لأنها مطروحة أمامنا من خلال وسائل الإعلام والصحافة ولكن أتناول بعض الحلول والمقترحات لهذه القضية . فلنتساءل: هل الحل يكون بالاستسلام الكامل لما تريده إسرائيل، أم الحل هو تبني خيار المقاومة أو التمسك بمسار المفاوضات أملاً في استرجاع بعض الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني ، أم الحل هو الإبقاء على الوضع الراهن إلى أن تنهض الأمة وتحرر كامل التراب الفلسطيني ، فنتناول هذه الحلول بالتحليل وشيء من الموضوعية أملاً في الوصول إلى حل لهذه القضية، فالاستسلام لا يمكن أن يقبله العرب لأنه لا يحق لأي مسلم على وجه الأرض أن يفرط في المقدسات الدينية فإسرائيل ليس مطمعها فلسطين وحدها ولكنها كما تزعم في مخططاتها أن دولة إسرائيل من النيل للفرات فهذا الحل لا يقبله أي عربي فكيف نضع مقدساتنا الدينية تحت سيادة إسرائيلية . وثمة حل آخر ألا وهو التمسك بمسار المفاوضات، لا بأس من ذلك، ولكن أي سلم وأي سلام و'' أولمرت '' لا يعترف بأية اتفاقيات ويضرب بها عرض الحائط. لقد وقعت عدة اتفاقيات ( أوسلو و كامب ديفيد - شرم الشيخ - أنابوليس - وغيرها من الاتفاقيات) ولكن إسرائيل لا تحترم عهودها فلابد أن يجنحوا هم أولاً للسلم فقد قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا عهد لهم ولا دين )، فهذا الحل أشبه بالمسكنات التي تعطي للمريض لتخفف الألم . طالما أننا نرفض الاستسلام والمفاوضات لا جدوى منها فأين الحل؟ : هل الحل يكمن بتبني خيار المقاومة والإبقاء على الوضع الراهن إلى أن تنهض الأمة العربية وتحرر كامل التراب الفلسطيني . بلى لأن دوام الحال من المحال فقد أُجري استطلاع للرأي شمل جل البلاد العربية أشأر إلى أن 80% من العرب يتمسكون بمسار المقاومة في مقابل 20% ينادون بالحل السلمي ، ولكن حال الأمة العربية يُرثى له وموقفها متخاذل حيال هذه القضية ، ولقد صدق جمال الدين الأفغاني حينما وصف حال الأمة العربية قائلاً : ( شر أدواء الشرق داء انقسام أهله وتشتت آرائهم واتفاقهم على الاختلاف واختلافهم على الاتحاد فقد اتفقوا على ألا يتفقوا ) ، نعم هذا هو حال أمة العرب اتفقت على ألا تتفق ، فالموقف العربي حيال هذه القضية يتمثل في عدة كلمات .. نرفض الاعتداءات - ندين - نستنكر - ندعو لعقد قمة عاجلة ، نقدم دعماً ماديا للانتفاضة.. الخ. هذا هو موقف الأمة العربية ! فلابد من التمسك بمسار الوحدة و المقاومة لأن الذي أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة ولكنها مقاومة غير متكافئة في الوقت الراهن. لقد عرضنا بعض الحلول والمقترحات لحل القضية الفلسطينية وتوصلنا إلى انه لابد من خيار المقاومة ولكي يتحقق هذا الحل لابد من المرور بعدة نقاط : 1- اتفاق العرب علي رأي واحد وموقف موحد ومطالبة مجلس الأمن بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. 2- وقف التطبيع مع إسرائيل من قبل الدول العربية والإسلامية. 3- المقاطعة التامة لإسرائيل والدول المعاونة. 4- مساعدة الانتفاضة عسكرياً فالانتفاضة كما هي بحاجة للدعم المادي تحتاج للدعم العسكري. 5- توجيه الإعلام العربي لخدمة القضية الفلسطينية. والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر وحصارك يا غزة مهما طال فلا بد أن ينتهي ، وإن غدا لناظره قريب وستشرق شمس الحرية على أرض الإسراء و المعراج ، و يعود الأمن و الإستقرار للمسجد الأقصى إن شاء الله