يعاني سكان بلدية غبالة بجيجل أوضاعا مزرية ناجمة عن العزلة التي تؤرق مواطني المشاتي وفي مقدمتها دوار بني صبيح المعزولة بالنظر لانعدام أي خط يربطه بمركز البلدية، إذ يجتهد سكانه في التنقل عبر السيارات النفعية، رغم المبالغ المرتفعة التي يفرضها عليهم أصحاب ''الفرود'' الذين يحصلون عائدات مالية هامة تساعدهم على سد حاجيات أسرهم اليومية، مستغلين غياب رقابة الجهات المختصة على طول الطريق الرابط بين غبالة وسطارة. مواطنون يقطنون بدوار بني صبيح لم يخفوا سخطهم على''الفرود'' الذين يبالغون في تحديد أسعار نقلهم نحو دائرتي سطارة والميلية بما يخدم مصالحهم، حيث تتراوح ما بين 100 و150 دج للمواطن الواحد، مستغلين في ذلك وجود عدة مشاتي تابعة لبلدية غبالة خارج مجال التغطية، مديرية النقل بالولاية وكأن سكانها يعيشون في كواكب أو فضاءات أخرى غير إقليمجيجل، فيما يبرر الفرود ارتفاع أسعار التنقل بالتدهور الفظيع والعام الذي يميز مختلف الطرقات والمسالك، حيث يكلفهم ذلك تبديل قطع الغيار بشكل سريع ومستمر، وحسب ذات المصادر فإن الفئة الأكثر تضررا من انعدام النقل هي فئة النساء الحوامل اللواتي سيتم نقلهن نحو مستشفيات الميلية أو الطاهير أو حتى قسنطينة في ظروف مزرية وما يترجم تلك المعاناة حسب المصادر ذاتها هو وضع الكثير من نساء المنطقة لحملهن في المركبات بسبب سيرها البطيء الناجم عن اهتراء المسالك، الأمر الذي أدى إلى وفاة الكثير منهن سيما في السنوات الأخيرة الماضية كنتيجة حتمية ومنطقية لغياب التكفل الطبي، وإلى جانب معاناة المرضى يشتكي أيضا تلاميذ غبالة الذين يضطرون للتنقل نحو ثانوية بلدية سطارة المجاورة من انعدام النقل، مما أثر عى مردودهم الدراسي بسبب التأخرات والغيابات اليومية سيما في أوساط الفتيات. وحسب رأي أحد أعضاء المجلس الشعبي لبلدية غبالة فإن إزالة العزلة المحاصرة لسكان البلدية تعتبر حاليا الشغل الشاغل للإدارة، وفي هذا السياق تم وضع مشروع تهيئة وتعبيد الطريق الرابط بين غبالة ودائرة سطارة التابعة لها ضمن المشاريع المستعجلة الرامية للتخفيف من وطأة العزلة، وحسب الدراسة التقنية المنجزة فإن المشروع سيتم إنجازه بغلاف مالي لن يقل عن 25 مليار سنتيم، سيخصص لتمويل عمليتي التهيئة ووضع الخرسانة المزفتة.