تنتهي بداية من يوم غد الآجال القانونية التي حددتها سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية لإلغاء الشرائح المجهولة، في حالة عدم قيام المشترك بالإجراءات الضرورية للتعريف بهويته، وهو ما يترتب عنه التوقيف النهائي للخطوط مع استحالة استرجاعها بعد هذا التاريخ، وسط توقعات باحتمال بإلغاء أكثر من مليوني شريحة مطالبة بالتسوية أو القطع منذ انطلاق عملية التوقيف المؤقت للخطوط المجهولة في الفاتح أفريل الفارط، والتي مست ما يعادل مليوني مشترك. وكان المتعاملون الثلاثة للهاتف النقال قد دخلوا خلال الأشهر الماضية سباقا مع الزمن لحمل الزبائن على التعريف بهوياتهم، عن طريق إطلاق نداءات وحملات إعلامية، تفاديا للوقوع تحت طائلة توقيف الخطوط، موازاة مع طرحهم للعديد من العروض التحفيزية، وهو الأمر الذي أحدث فوضى واكتظاظا واسعين أمام مداخل الوكالات ونقاط البيع التابعة لهم. هدايا وامتيازات لمجهولي الهوية سارع متعاملو الهاتف النقال إلى طرح حملات إعلامية مرفوقة بحوافز مادية، في خطوة لتعويض الخسائر الناجمة عن توقيف الخطوط المجهولة، بعد أن عجزت الإجراءات السابقة عن بلوغ الهدف المرجو، عقب عملتي التعريف ل 20 سبتمبر ,2006 و27 فيفري ,2008 عملا بتعليمات سلطة الضبط. وفي هذا السياق، أقدم ''جازي'' المتعامل الثاني في الهاتف النقال بالجزائر إلى منح تحفيزات مغرية يستفيد منها أصحاب الشرائح المجهولة لترغيبهم بعملية التعريف، إضافة إلى إجراءات امتيازيه أخرى يستفيد منها الزبون الذي يملك عقد ملكية. ونظم ''جازي'' عمليات طمبولا أسبوعيا لفائدة 7 فائزين من الذين سووا وضعيتهم طيلة أيام الأسبوع، والذين تقربوا من مراكز الخدمات ال 71 الموزعة عبر التراب الوطني، إضافة إلى قيامها بمنح هدايا لمن يقدم على إحضار أربعة أشخاص من أصحاب الشرائح المجهولة، مقابل الحصول على شريحة مجانية عن كل شخص. من ناحية أخرى، قامت ''نجمة'' بطرح حملات إعلامية واسعة، تختتم ساعات قبل انتهاء المهلة القانونية لسلطة الضبط، عبر وسائل الإعلام الوطنية، العمومية منها والخاصة، لاسترجاع الخطوط الهاتفية التي أقدمت على توقيفها مؤخرا، فضلا عن إجراءات إرسال رسائل ''اس. ام. أس'' لتنبيه المشتركين بضرورة الإسراع في التعريف بهوياتهم، وهو ذات الأمر الذي عمد ''موبيليس'' إلى استخدامه في مواجهة حملة التعليق المؤقت، قبل مباشرة عملية الوقف النهائي ابتداء من يوم غد. طوابير وفوضى في وكالات البيع مقابل هذه التحفيزات، عرفت وكالات ونقاط البيع توافدا كبيرا للمواطنين الذين لم يقدموا على التعريف بهوياتهم، مما خلف حالة فوضى لا متناهية وطوابير مكتظّة أمام المداخل والشبابيك، تتزايد تدريجيا مع اقتراب العد التنازلي لانتهاء المهلة. وشهدت العديد من الوكالات بالعاصمة خلال جولة استطلاعية ل ''الحوار'' قبل أقل من 72 ساعة عن انقضاء المهلة، تدفق مئات المشتركين وآلاف الطوابير الطويلة، التي دفعت إلى حدوث الشجارات والمشادات الكلامية بين الزبائن، بسبب التدافع على المداخل الرئيسية، وهو المشهد الذي تكرر في كل من الوكالات التابعة لساحة أودان، وبئرمراد رايس مساء أمس. وعبر المواطنون الذين التقتهم ''الحوار'' عن تذمرهم إزاء الوضعية التي كانت نتيجة مباشرة لسوء التسيير والفوضى التي تحكمت بنشاط بيع الشرائح خلال السنوات الماضية، حسب ما أدلى به أحد الزبائن الذي أكد توافده للمرة الرابعة على التوالي على نقطة البيع الرئيسية دون الظفر بتسوية وضعيته القانونية، فيما أبدى آخرون استياءهم من تلقيهم رسائل تنبيهية قصيرة للتعريف بهويتهم، على الرغم من امتلاكهم لعقد الشراء.