أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبدالقادر مساهل أمس، بالجزائر العاصمة، أن الاتحاد الإفريقي أدرج مكافحة الإرهاب في التصميم الإفريقي للسلم والأمن· وأوضح السيد مساهل في تصريح أدلى به عند افتتاح الملتقى حول "مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا"، أن "إفريقيا حددت التهديد الإرهابي من بين التهديدات الخطيرة التي تشكل بالنسبة لها تحديات كبرى، عليه أدرج الاتحاد الإفريقي مكافحة الإرهاب في التصميم الإفريقي للسلم والأمن"· وقال الوزير في هذا السياق، أن هذا "الملتقى الهام يكرّس مرة أخرى عزم إفريقيا على تعزيز تعاون نوعي ومثمر في مجال الوقاية من الإرهاب ومحاربته"· وأكد أن "منطقة شمال إفريقيا كانت أكثر المناطق المعنية بالابتزازات الإرهابية وأنه أمام الوضعية الصعبة المعاشة بات من الحتمي التفكير في تصور من شأنه أن يساعد على تعزيز قدرات البلدان الإفريقية المعنية بمكافحة الإرهاب"· وفي تطرقه إلى عزم إفريقيا على مكافحة الإرهاب ذكر الوزير بأن ذلك ظل ينمو من خلال مسار تمت مباشرته في الجزائر في جويلية 1999 بعد أن صادقت القمة ال35 لمنظمة الوحدة الإفريقية على الاتفاقية حول الوقاية من الإرهاب ومحاربته· وقد تم تعزيز هذا المسعى فيما بعد بالمصادقة سنة 2002 على برنامج عمل الجزائر ثم الانطلاق الرسمي في أكتوبر2004 للمركز الإفريقي للدراسة والبحث حول الإرهاب· وأكد السيد مساهل فيما يتعلق بهذا المركز أنه أصبح "أداة" تساهم من خلاله إفريقيا في تطبيق إستراتيجية المجتمع الدولي ضد الإرهاب وتطبيق اللائحة 1373 (2001) لمجلس الأمن الاممي· وأوضح الوزير مخاطبا المشاركين في الملتقى أنه "سيتسنى لكم على مدى ثلاثة أيام من أشغال الملتقى أن تحتفظوا في ذاكرتكم دوما بأن هذه الآفة النكراء هي ظاهرة شاملة لا يجب أبدا ربطها أو نسبها بأي حال من الأحوال إلى رقعة جغرافية معينة أو حضارة أو عرق أو ديانة محددة"· وأبرز السيد مساهل، أن الإرهاب "لا يكترث بالحدود ويعمل دون تمييز على التمادي في العدوان بطرق عشوائية، وسجل في هذا السياق أن "لديه علاقه أكيدة بالإجرام العابر للحدود"· واعتبر السيد مساهل أنه من المهم أن تكون اتفاقية الجزائر لسنة 1999المرجع التصوري للمشاركين في الملتقى - متمنيا أن يتعزز هذا "المكسب المعياري" بالمصادقة - تحت إشراف الأممالمتحدة - على اتفاقية دولية شاملة وبرنامج عمل الجزائر الذي يحتوي كما قال على "ترتيبات هامة"· واعتبر أنه من المهم أيضا أن تأخذ أشغال هذا الاجتماع بعين الاعتبار خصوصية تأقلم الإرهاب مع التحولات المتعددة منها التكنولوجية التي سجلت في السنوات الأخيرة· وأشار السيد مساهل الذي أكد الأهمية التي توليها الجزائر لمكافحة الإرهاب إلى أن هذه المكافحة "برزت لا سيما من خلال الالتزام الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، صانع السلم في الجزائر منذ زمن بعيد بالنضال والدفاع عن القضايا العادلة في القارة الإفريقية· وتأكد هذا الدور الجوهري لرئيس الدولة، كما أضاف من خلال مساعي عديدة أخرى منها "إصراره من أجل أن يكون المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب (···) مركز امتياز ويفرض نفسه كأداة لا تعوض لفائدة التعاون البيني الإفريقي والدولي"· من جهة أخرى، أبرز بعض المسؤولين الأفارقة أمس خلال الملتقى العلاقة القائمة بين الإرهاب وشبكات التهريب في شمال إفريقيا و"مظاهره المتشعبة" في منطقة الساحل· وصرّح مفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن السيد رمطان لعمامرة أن "التهديد الإرهابي يتمتع بطابع الشمولية في كل القارة الإفريقية ويرتكز على كافة أشكال الجريمة العابرة للحدود"· وأوضح في تصريحات للصحافة على هامش الملتقى أنه "لا يمكن حدوث أعمال إرهابية دون تزوير وثائق أو تهريب مخدرات أو استغلال ظاهرة الهجرة السرية وهي كلها عوامل تستعمل لتمويله"· كما أشار إلى أن أحد أهداف ملتقى الجزائر يكمن في "وضع برنامج تكوين للمكونين في بعض المجالات الخاصة كالمتفجرات، حيث لا تملك بعض البلدان الإفريقية ولو فريق لإبطال مفعولها إلى جانب النقص في أمن المطارات والموانئ وكذا تفشي ظاهرة تزوير وثائق الهوية، "مضيفا في هذا الصدد" لقد تجاوزنا مرحلة تبادل المعلومات بين الدول الإفريقية"· كما دعا المسؤول الإفريقي إلى "مطابقة الإطار التشريعي على مستوى القارة لأنه لا يمكن أن تعتبر بعض البلدان الأعمال الإرهابية كجنح في حين أن هناك بلدانا أخرى تعتبرها جرائم"· وفي إطار التكوين، أوضح السيد لعمامرة، أن بعض البلدان الإفريقية لجأت إلى عسكريين أمريكيين، باستثناء الجزائر التي لها خبرة كافية في مجال مكافحة الإرهاب"·كما تطرق السيد بوباكار غاوسوديارا مدير المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب المنظم إلى العلاقة بين الإرهاب والتهريب· وأضاف يقول "أن الإرهاب مثل السرطان الذي ضرب بلدانا من شمال إفريقيا فامتدت مظاهره المتشعبة إلى البلدان المجاورة محولا المنطقة الساحلية الصحراوية من وجهة مفضلة بحكم عزة وكرم سكانها وجمال مناظرها الطبيعية إلى أرض شاسعة تشهد ممارسات غريبة"· ويتعلق الأمر "بالمتاجرة بالبشر وتهريب السجائر والمخدرات مرورا بانتشار الأسلحة الخفيفة التي تمثل كلها مصادر لتمويل الإرهاب"·ومن جهته أشاد سفير اسبانيابالجزائر السيد خوان لينا، الذي يساهم بلده في تمويل هذا الملتقى بكفاح الجزائر ضد الإرهاب وهو كفاح شنته "لوحدها لمدة طويلة من الزمن"·للإشارة، فقد شارك عدة سفراء لبلدان افريقية وأوروبية في افتتاح هذا الملتقى الذي ستتواصل أشغاله في جلسة مغلقة إلى غاية يوم الجمعة·