انطلقت نهاية الأسبوع الماضي في «دار عبداللطيف» بأعالي الجزائر العاصمة عملية تصوير فيلم «الأندلسي» للمخرج محمد شويخ. وتروي أحداث هذا الفيلم التاريخي الذي يدوم ساعتين، حياة أحد الأعيان الاندلسيين وانتقاله من غرناطة الى المغرب العربي في نهاية القرن السادس عشر التي تزامنت ونهاية العهد العربي الإسلامي بإسبانيا. والشخصية هي سليم - البطل الرئيس في هذا الفيلم - وكان أحد المقربين من بلاط بوعبدالله آخر أمراء الاندلس في غرناطة. وهو رفض اتباع الأمير الى المنفى بالمغرب لأن هذا الأمير سلم مملكته للملوك المسيحيين مفضلاً الاستسلام المخزي على مقاومة العدو. ويروي لنا الفيلم كيف أن سليم المتحدر من قاض مسلم وأم مسيحية عاش برفقة صديقه اليهودي اسحاق، الفقر والحرمان في مسقط رأسه اسبانيا حيث انتهى به الأمر الى مغادرته مالطا حاطاً الرحال عند السواحل الجزائرية فمكث هناك واشتغل مقتصداً عند أحد الأمراء المحليين الذي زوجه ابنته. وهناك عاش سليم احدى الفترات الأشد اضطراباً في تاريخ المغرب العربي الذي أنهكته التناحرات الداخلية وكان عرضة لمطامع الغزاة الاسبان علاوة على وصول الأتراك. تجدر الإشارة الى أن السيناريو والحوار اللذين كتبهما المخرج نفسه قد استدعيا بحثاً وثائقياً مضنياً. وسيتم تصوير مشاهد الفيلم في كل من الجزائر والمغرب واسبانيا وتونس على أن يتم الانتهاء من التصوير في أربعة أشهر. ويجرى حوار الفيلم باللغتين العربية الفصحى والإسبانية حيث يشترك في التمثيل جزائريون وممثلون من اسبانيا وعدد من البلدان العربية.