أكد عدد من المشاركين في المعرض الدولي للبيئة وتجهيزات المدينة الذي انطلق يوم السبت بالجزائر العاصمة على ضرورة التكفل بالمدن القديمة من خلال إعادة تأهيلها وترميمها لحماية التراث المعماري والتاريخي لهذه المدن. وفي هذا الإطار تطرق مدير الدراسات والإعمار بمركز الدراسات والإنجاز في مجال الإعمار بقسنطينة شادي كمال -في تصريحات له على هامش هذا المعرض - إلى مشروعي ترميم المدينة القديمة لقسنطينة وإعادة تأهيل حي بوردو المجاور لها. ومن بين أهداف المشروعين المذكورين الحفاظ على التراث العمراني لمدينة قسنطينة وعصرنتها وجعلها تتماشى والمعايير المعمول بها في المدن المتطورة. وأشار في هذا الإطار إلى أنه تم لهذا الغرض إجراء عدة دراسات تقنية لتحديد وحصر احتياجات ترميم وتأهيل المدينة القديمة وحي بوردو لجعلهما يتماشيان والمعايير المعمول بها في مجال تسيير المدن العصرية. وبخصوص إعادة تأهيل المدينة القديمة لقسنطينة قال شادي في هذا الشأن إنه بات من الضروري التفكير في ''إعادة تأهيل المدن القديمة مع الأخذ بعين الاعتبار الطابع المعماري الحضاري والثقافي لها مع إدراج تحسينات عليها تتمثل أساسا في توسيع طرقات المرور وتخصيص مساحات خضراء ودعمها بالإنارة الضرورية وتزيينها''.ومن بين أهداف ترميم هذه المدينة الذي يشارك فيه مواطنون من الملاك للمنازل - ''الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي الأصيل وكذا خلق نشاطات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياحية بها'' وهذا ما يستدعي أيضا حسبه دعمها بوسائل النقل لا سيما عبر المصاعد الهوائية. وستساهم السلطات العمومية من ناحيتها حسب نفس المتدخل في تجهيز هذه المدن بمختلف الوسائل الضرورية من بينها الإنارة ووسائل تصريف المياه وتعبيد الطرقات. وعن إعادة تأهيل حي بوردو العتيق ذكر شادي بأنه شرع حاليا في تهديم البنايات القديمة وترحيل السكان إلى منازل لائقة قصد الشروع في إعادة بناء هذا الحي مع الحفاظ على طابعه المعماري التقليدي الأصيل. وسيتم من خلال تجسيد هذا المشروع حسبه توسيع هذا الحي وجعله يستجيب للمعايير المعمول بها في المدن الحديثة. وسيتم في هذا الحي العتيق -كما أضاف شادي في تصريحه- بناء فندق من خمسة نجوم وتجهيزه بوسائل متطورة ودعمه بالإنارة العصرية والمساحات الخضراء وكذا التكفل بتزيينه وحماية البيئة. من جهة أخرى ذكر مسؤول آخر من المركز ذاته بأهمية إعادة تهيئة الإقليم لخلق تنمية مستدامة في المناطق النائية، مشيرا إلى منطقتي الهضاب العليا والجنوب. وأكد نفس المسؤول على وجوب الشروع في بناء مدن جديدة تتماشى وخصوصيات هذه المناطق لجلب السكان وخلق نشاطات لاسيما في المجالين السياحي والفلاحي، مشيرا في هذا الإطار إلى المخطط الوطني لتهيئة الإقليم لآفاق .2025ومن بين الدراسات التي يقوم بها مكتبه -كما أضاف- إجراء تحاليل علمية للإقليم في إطار مقاربة شاملة للتنمية المستدامة بكل أبعادها مع الأخذ بعين الاعتبار كل الدراسات الميدانية وفق ما نص عليه المخطط الجهوي لتهيئة الإقليم.